وجدتها : التفكير العلمي
يقول الدكتور فؤاد زكريا في كتابة عن التفكير العلمي: «التفكير العلمي الذي نقصده لا ينصب على مشكلة متخصصة بعينها، أو حتى على مجموعة المشكلات المحددة التي يعالجها العلماء
ولا يفترض معرفة بلغة علمية أو رموز رياضية خاصة ، ولا يقتضي أن يكون ذهن المرء محتشدا بالمعلومات العلمية أو مدربا على البحث المؤدي إلى حل مشكلات العالم الطبيعي أو الإنساني، بل إن ما نود أن نتحدث عنه إنما هو ذلك النوع من التفكير المنظم ، الذي يمكن أن نستخدمه في شؤون حياتنا اليومية، أو في النشاط الذي نبذله حين نمارس أعمالنا المهنية المعتادة، أو في علاقاتنا مع الناس ومع العالم المحيط بنا. وكل ما يشترط في هذا التفكير هو أن يكون منظماً، وأن يبنى على مجموعة من المبادئ التي نطبقها في كل لحظة دون أن نشعر بها شعورا واعيا مثل مبدأ استحالة تأكيد الشيء ونقيضه في آن واحد ، والمبدأ القائل أن لكل حادث سببا وأن من المحال أن يحدث شيء من لاشيء».
إن ترسيخ مثل هذا النمط من التفكير هو مهمة اجتماعية من الطراز الرفيع، من المفترض أن تتضافر من أجلها كل الجهود، في وجه من يريد أن يعيدنا إلى الوراء بأكثر من مئة عام