العلم والعلم الزائف

العلم والعلم الزائف

كما الفرق بين علم الفلك وعلم التنجيم  هكذا هو الفرق بين العلم والعلم الزائف، يعتمد العلمان على مراقبة الأجرام السماوية وقياس حركتها، لكن الملاحظات الدقيقة والمراقبة الفعالة إن لم تقترن بمنهجة علمية صحيحة قابلة للتحليل وإعادة إنتاج الفكرة على ضوء التجريب من جديد، ليس لها قيمة حقيقية

فمنهج التنجيم الذي يعتمد على مبدأ التزامن الذي يفترض أن تزامن حدثين يفرض حتماً ارتباطهما ببعض ولا يؤمن نهائياً بمنطق المصادفة، نحن نعلم أن تكرار المصادفة يؤدي إلى تحولها إلى تلازم وتفقد صفتها كمصادفة ضمن نسب تمكن دراستها، كما يفترض العلم الزائف منهج عدم الوضوح بحيث يكون من الممكن تفسير النظرية حسبما يتطلبه الواقع وليس حسب قوانينها الداخلية، كل هذه الاستنادات غير العلمية، تجعل من غير الممكن تفنيد هذا العلم كما من غير الممكن إثباته، ويدعي البعض أن الماركسية كما الفرويدية والأدلرية (نظرية التاريخ – ماركس، التحليل-النفسي- فرويد وعلم النفس الفردي-أدلر) هي من هذا النمط، وقد تحدث عن هذا الموضوع كارل بوبر  في مقال نشر في كتاب بعنوان «العلم: فرضيات وتفنيدات»  لن أتحدث هنا عن فرويد وأدلر، لكنني سأتحدث عن نظرية التاريخ والمقصود بها المادية التاريخية حصراً، فهو يعتبر أنه طالما أنه لا يمكن تفنيد النظرية فبالتالي لا يمكن لإثباتها أن يجعلها نظرية صحيحة، أي أن تكرار ظاهرة الصراع الطبقي في التشكيلات الاجتماعية على سبيل المثال لا يجعلها قابلة لأن تصبح قانوناً داخلياً لأن هذا القانون الداخلي لا يمكن تفنيده، إن التلاعب بفلسفة العمل بمثل هذا النموذج، يجعل العلوم جميعها قابلة لأن تكون في مصاف العلوم الزائفة حسب بوبر، ويجعل من غير الممكن الإيمان بأي من العلوم وبالتالي نتاجاتها ومنطقها وقوانينها، وتطبيقاتها على حياتنا، أي أنه يقول لا تؤمنوا بالعلم، أي علم، حقيقياً أم زائفاً، فما هو البديل الذي يدعو إليه بوبر؟ سؤال برسم النقاش؟

آخر تعديل على الأحد, 27 تشرين1/أكتوير 2013 13:09