التلوث النفطي في كتاب
في كتاب الدكتور محمد عبود عن التلوث النفطي، يتحدث عن أكبر كارثة بيئية في التاريخ، كارثة الألفية الثالثة.
في أحد صباحات النصف الثاني من شهر نيسان من عام 2010 صحا العالم على نبأ نشرته وكالات الأنباء العالمية مفاده، أن كمية كبيرة من النفط تسربت من بئر نفطية في خليج المكسيك. كان وقع الخبر على مشاهدي أخبار التلفزيون عادياً للوهلة الأولى. ذلك أن مثل هذه الأخبار عن التسريبات النفطية الملوثة لمياه البحار أصبحت مألوفة في وعي مشاهدي التلفزيون على امتداد العالم في العقود الأخيرة. غير أن الاهتمام بخبر البئر النفطية المتفجرة في خليج المكسيك ما لبث أن تصاعد مع مرور كل يوم، وأخذت أنباء الكارثة تحتل مساحات أوسع في أعمدة الصحافة العالمية ونشرات الأخبار اليومية، وبدا أن البيت الأبيض وشركة بريتش بتروليوم يخفيان حقيقة ضخامة الكارثة النفطية في خليج المكسيك، ودفعت ضخامة الكارثة إلى إصدار مرسوم أمريكي يعلن التسرب النفطي، وبعد مرور ستة أسابيع على بدء الكارثة نقلت الصحافة ووكالات الأنباء العالمية تصريحات أن الحكومة الأميركية مشغولة بالكامل بعمليات محاولات السيطرة على البئر النفطية المتفجرة في خليج المكسيك، وستحفر آباراً للتخفيف من ضغط التدفق النفطي، وأن كلفة معالجة الكارثة البيئية بلغت حتى ذلك الحين أكثر من سبعين مليار دولار، وبعد خمسين يوماً يعلن أوباما أن مكافحة البقعة النفطية ستستمر لمدة عدة أشهر وربما لعدة سنوات.
وتتحدث الصحافة عن تواطؤ جرمي بين ديك تشيني نائب الرئيس بوش الأسبق، ومؤسسة الثروات الباطنية الأميركية التي لم تحذر من كوارث مشابهة، يمكن أن تحدث في كل منصات النفط البحرية الأخرى في العالم والبالغة ثلاثين ألف منصة.
إن هذا التسرب يهدد الحياة البرية والبحرية في شواطئ الأطلسي وبحر الشمال وايسلندا وحتى مصادر المياه العذبة بسبب المركبات السامة.