وجدتها : خدمات «مجانية»
تقدم الطبيعة كثيراً من الخدمات فيما يسمى خدمات النظام البيئي، تلك التي نفترض أنها مجانية بناء على عدم مطالبة أحد بتسعيرها
إن عدم وجود سعر لا يعني أنها بلا قيمة وهذا الانحراف الكبير بالمعنى الاقتصادي بين القيمة والسعر، يعبر عن خلل كبير في قدرتنا على رؤية الأمور التي لا ندركها إلا بعد فقدانها، أو بعد وقوع كارثة كبرى، تجعل من الفاقع عدم رؤية الأسباب، فالسيول الناجمة عن انجراف التربة اللاحق لقطع الأشجار، هي ما يذكرنا بأن تشكل هذه التربة الزراعية أو الغابية قد استغرق عشرات السنين من عمل الطبيعة الدؤوب، وعند حساب الخسائر نتبين القيمة الحقيقية لهذه الخدمات البيئية ويمكننا بالتالي تسعيرها، لكن هذا السعر السلبي المتمثل، يمكن أن يكون سعراً إيجابياً متمثلاً في حساب القيمة من خلال صونها وعدم تعريضها للاندثار أو التخريب أو التلوث. إن تكاليف الصيانة والحماية أقل بكثير بالتأكيد بما لا يقارن بتكاليف خسائر التخريب. فلننس «أسطورة خدمات الطبيعة المجانية» ولننظر بواقعية أكثر فمازالت الخدمات تقاس بقيمها وأسعارها حتى الآن وخدمات الطبيعة جزء منها.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
