آثار الحمض النووي تتحدث عن منشاً الحضارة المينوسية
لاحظ عالم الآثار البريطاني آرثر إيفانس في عام 1900 ، عند اكتشافه لـ (قصر مينوس) في جزيرة كريت - والذي يعود تاريخ بنائه إلى 4000 سنة - بقايا حضارةٍ مفقودة منذ زمنٍ طويل. حيث وجد أن هذه الحضارة تتميز عن حضارات العهد البرونزي لليونانيين من حيث طبيعة وخصائص صناعاتها اليدوية.
ووفقاً لما يدّعيه «إيفانس», فقد كان أبناء هذه الحضارة - الحضارة المينوسية - والذين يُدعون بالـ»مينويون», هم عبارة عن مهاجرين من منطقة شمالي مصر قبل حوالي 5000 عام.
إلا أن علماء الآثار اليوم، يشككون بفرضية تسلسل الأحداث هذه. حيث تشير عينات من الحمض النووي (DNA) تم أخذها من عدة كهوف في جزيرة كريت إلى أن الحضارة المينوسية تشكّلت على يد المزارعين الأوائل الذين قطنوا هذه الجزيرة في فترة تسبق الفترة التي افترضها «إيفانس» بعدة آلاف من السنين.
لقد شهدت هذه الحضارة ازدهاراً دام اثني عشر قرناً حتى عام 1400 قبل الميلاد تقريباً، وبالنسبة لأسباب انقراض هذه الحضارة، فإن الاعتقاد السائد يقول بأنها قد تدمرت نتيجة ثوران كارثي لبركان «سانتوريني»، تبعه «تسونامي» كبير.
عُرفت هذه الحضارة بشكل واسع بأنها تضم واحدة من أولى ثقافات المنطقة، واشتهر أبناؤها بصناعاتهم الفخارية والمعدنية إضافةً لجدارياتهم الملونة. هذا وقد غذّت حضارتهم الكثير من الأساطير اليونانية.
من المرجح أن ينحدر «المينويون» من سلالة سكان العصر الحجري الحديث الذين هاجروا إلى أوروبا من شرق المتوسط. وتشير الحفريات الأثرية إلى أن المزارعين الأوائل عاشوا في كريت منذ 9000 سنة, وبالتالي فإن هذا يرجّح أن يكون هؤلاء هم أسلاف «المينويون», أما بالنسبة للتشابه الموجود بين المصنوعات اليدوية لكل من «المينويون» والمصريين القدامى، فهذا يعود غالباً للتبادل الثقافي بينهما عبر البحر المتوسط.
هذه المقتطفات مأخوذة من المقالة المنشورة في صحيفة «أخبار الطبيعة» العلمية.