كشف أثري يوثّق العصر الروماني في مصر
نجحت البعثة الأثرية المصرية في الكشف عن معبد أثري يعود إلى عصر الإمبراطور أنطونيوس بيوس أحد أباطرة الرومان في القرن الثاني الميلادي، على بعد 350 كيلومتراً من جبل الحاج على الشهير بجبل الموتى في واحة سيوة في الصحراء الغربية لمصر.
وتُعد واحة سيوة واحدة من المدن المصرية الواقعة على الحدود الشمالية للصحراء الغربية، حيث تبعد نحو 300 كلم من ساحل البحر المتوسط إلى الجنوب الغربي من مرسى مطروح، وتتبع محافظة مطروح إدارياً على بعد 380 كلم من العاصمة المصرية القاهرة.
ولم تتميز سيوة بموقعها الفريد في قلب الصحراء الغربية فقط، ولكن بغناها بالثروات الطبيعية، والآثار، والعادات التي ينفرد بها سكان الواحة عن سواهم، ويعود جزء من هذا التفرد إلى كونها أقرب لمجتمع منعزل ينكفئ على تقاليد وعادات خاصة، غير أن الانفتاح الذي شهدته في العقود الأخيرة بسبب السياحة أحدث تغيّرات في الأنماط السلوكية بين الأجيال الجديدة.
وتنتشر ينابيع المياه الجوفية بالواحة، ومزارع التمور والزيتون، والملاحات الممتدة بطول شاطئ البحر، كما أن أماكن كمتحف سيوة وحمَّام كليوباترا، الذي سبحت فيه الملكة المصرية قديماً، وبقايا «قصر شالي»، ومعبد «الوحي»، تشي بأن التاريخ قد مَرَّ من هذا المكان، وترك أثراً.
ويعكس الكشف الأثري تاريخ وحضارة منطقة سيوة والساحل الشمالي في العصر الروماني، إذ يتكون المعبد من أساسات مبنى ضخم من الحجر الجيري، في شكل هندسي مستطيل طوله نحو 40 متراً من الشمال للجنوب و8.50 متر من الشرق إلى الغرب، ويقع مدخله في الجهة الشمالية.
يضم في تكوينه حجرتين صغيرتين جانبيتين، عدا ممر إلى صالة طولها 25 متراً تليها الحجرة الأمامية ومن ثم قدس الأقداس، كما يحاط المعبد بسور خارجي طوله 71 متراً وعرضه 56 متراً.
وعُدت لوحة من الحجر الجيري الكشف الأكثر أهمية، إذ تحتوي على نقش غائر باللغة اليونانية ويعلوها كورنيش يحتوي على قرص الشمس محاط بحيات الكوبرا، وساعدت تلك النقوش في تحديد اسم الأمبراطور الذي بنى في عهده المعبد، وحاكم مصر في هذه الفترة وحاكم الأقليم.
ويبلغ طول اللوحه نحو 5 أمتار وعرضها متر، وفيها كسور في أجزاء ثلاثة، ويرجح أنها تمثل جزءاً من العتبة العلوية التي توضع عند مدخل المعبد.
وتمثل اللغة الأمازيغية اللغة الأم لسكان واحة سيوة، وينطقونها باللهجة المصرية، ويُعد أهل سيوة أمازيغ مصر الذين أبقوا على عاداتهم وتقاليدهم ولغتهم الموروثة منذ آلاف السنين، ومدينة شالي هي الأكبر والأشهر في سيوة، وقلعة شالي حصن الواحة الدائم، إذ أصابها الضرر بعد استهدافها في القرن الثالث عشر.