البكتيريا الصديقة؟

البكتيريا الصديقة؟

تعيش في الجهاز الهضمي بكتيريا صديقة لا نراها بأمّ العين لكنها تعمل في الخفاء، وتلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على الصحة، الى درجة أن الحياة قد تبدو مستحيلة من دونها.

ويستوطن القسم الأعظم من الميكروبات الصديقة في الجهاز الهضمي، خصوصاً في القولون، وهناك أكثر من 500 سلالة من البكتيريا الصديقة تقطن في الأمعاء وتقوم بمهمات مختلفة، فهي تساعد في عملية الهضم، وتشارك في إنتاج الطــاقة، وتفرز عناصر غذائية، وتساهم في إنتاج بعض الفيتامينات وفي إطلاق بعض النواقل العصبية التي تؤثر في المزاج، وتنشط الجهاز المناعي، وتقلل من حدوث الالتهابات ومن التفاعلات التحسسية.

إن تدني جحافل البكتيريا الصــديقة يقود الى الإصابة باضطرابات كثيرة، من بينها الصداع، والأرق، والتعب، والنفــخة في البــطن، والإمساك أو الإســهال، ومشاكل في البشرة، والتهابات في المــجاري البولية، وتفيد دراسات بأن هناك رابطاً ما بين نقص البكتيريا الصديقة والدواء الســكري والــسمنة وصــعوبة فــقدان الــوزن.

هناك أربعة مسببات رئيسة لتدني البكتيريا الصديقة هي: فرط استعمال المضادات الحيوية، ومضادات السرطان، والضغوط النفسية المزمنة، والتغذية السيئة. من هنا يجب الــعمل على تلافي هذه المسببات قدر المســـتطاع من أجــل الحفاظ على ســلامة تلك البكتيريا.

والشيء المهم الذي يجب اتخاذه عند تناول المضادات الحيوية الواسعة الطيف هو إعادة تلقيم الأمعاء بجرعات داعمة من البكــــتيريا الصديقة التي يمكن الحصول عليها من محلات الأغذية الصحية.

وبصفة عامة إن تناول نظـــام غذائي نباتي غني بالفواكه والخضار يساهم في تعزيز تواجد البكتيريا الصديقة.

في المقابل، فإن النظام الغذائي الغني باللحم والشحم يساهم في تشكّل مواد سامة لا تصب في مصلحة هذه البكتيريا.