المونديال والتشفير التلفزيوني

المونديال والتشفير التلفزيوني

كيف سيتابع عشاق كرة القدم مباريات مونديال روسيا 2018؟

ليس هذا سؤالاً مبكراً نطرحه في غير وقته؛ فما يفصلنا عن وقائع الحدث الكروي الأبرز في العالم لا يتجاوز شهرين، وهي أيام قليلة تضعنا في مواجهة السؤال ذاته الذي نواجهه مرة كل أربع سنوات ونفشل كل مرة في تقديم إجابة شافية توصلنا الى بر المشاهدة.

نحن بالطبع في زمن التشفير، والتشفير يعني «تسليع» المشاهدة وجعلها في متناول فئات اجتماعية محددة وبعيدة من فئات أخرى هي الأوسع واليها تنتسب النسبة الكبرى من عشاق اللعبة ومتابعيها وهم من ينتظرون حدث المونديال بشوق خاص لا يعيشه غيرهم، ويترقبون جواباً شافياً عن سؤالهم المتكرر: هل ستشتري بلدانهم حقوق البث الأرضي؟ وهل ستقبل الشركة الناقلة للمباريات أن تبيعهم؟

في مقابل السؤالين السالفين، ثمة أسئلة فرعية أخرى حول حقوق ما للدول العربية المشاركة في المونديال في بث مباريات منتخباتها وهي مباريات تخص منتخبات أربعة ستلعب في الدور الأول على أقل تقدير. كل تلك الأسئلة تعكس حالة متكررة من الفشل في التعامل مع واقع «التشفير»، أو في شكل أوضح مع حقيقة أن الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً قد أصبحت «صناعة» لها دورة رأسمالها وغادرت نهائياً حالة الشيوع التي عاشتها لعقود طويلة، خصوصاً أن مسابقات كرة القدم الكبرى وتحديدًا المونديال وكأس أمم أوروبا وكوبا أميركا تندرج في سياق التوحد الأوضح بين الرياضة والعولمة التي جعلت العالم يتحول تدريجياً الى سوق واحدة في كل شيء بما في ذلك سوق البث التلفزيوني للمباريات والنشاطات الرياضية.

هي وقائع العصر الجديد بكل ما فيه من حضور غير مسبوق للإعلام المتطور، بما فيه أيضاً بث التلفزيون عبر الانترنت والذي فرض حضوره بقوة وأصبح حقيقة لا يمكن تجاهلها أو تجاهل أنها أصبحت ملجأ كثر من عشاق لعبة كرة القدم في أيام المونديال على الأقل أي أن هناك من يتمكن كل مرة من كسر حجب التشفير والوصول الى متعة المشاهدة المجانية.