الشاشات في مواجهة منصات التواصل

الشاشات في مواجهة منصات التواصل

كاميرات الفضائيات تملأ المكان كالعادة. ومذيعات القنوات ومذيعوها هم الذين يديرون جلسات الحوار. والمراسلون التلفزيونيون ينتشرون كما دائماً في طرقات المنتدى وكواليسه بحثاً عن تصريح من وزير هنا أو ضيف شرف هناك. تحوي نشرات الأخبار خبراً يومياً عن النشاطات وتصريحاً مهماً من أبرز الحضور حول قضايا الإعلام العربية الآنية.

لكنّ اللحظة الآنية تشير إلى أن البطل ومحور الحدث ومصدر الإلهام ومدعاة التخطيط للمستقبل ليست الشاشات، وبالطبع ليست أوراق الصحف التي تصارع الموت هذه الأيام، ولا حتى مواقع الأخبار، لكنها أدوات التواصل الاجتماعي ومنصات الاتصال العنكبوتي سيدة الموقف ومحركة الدفة.

وبالطبع فإنّ مبادئ المهنة تجد نفسها في اختبارات يومية حقيقية، أثناء صراعها اليومي للبقاء في وجه طوفان التواصل الاجتماعي. هذا الطوفان الفارض نفسه، إن لم يكن عبر برامج تلفزيونية باتت مخصصة لتلخيص أبرز تغريدات (تدوينات) اليوم، فعبر «واتس آب» و «تويتر» و «إنستغرام» و «فايسبوك» التي تحلق على رأس قارئ النشرة أو ملك الـ»توك شو» مستحلفة المشاهدين التواصل عبر المشاركة أو الـ «لايك» أو إرسال تعليق حتى تبقى الشاشات حيّة على أثير العنكبوت.

المدير العالمي للأخبار في «تويتر» السيد بيتر غرينبرغر حبس أنفاس القائمين على أمر الشاشات حين تحدث عن «تويتر» باعتباره «ما يحدث في العالم الآن، لا سيما مع تقنية الفيديو الحي، حيث 1.2 بليون مشاهدة يومياً، ونمواً لقاعدة المستخدمين تتضاعف بضع مرات خلال العام الواحد. وتحدث غرينبرغر عن تصاعد ملحوظ وشعبية واضحة لاستخدام تويتر باعتباره منصة خبرية مقروءة ومرئية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وبينما ينتمي عدد غير قليل من الحضور الى صناعة الفضائيات من أمام وخلف الكاميرات، وهم يستفيدون من خبرات المنصة الخبرية العنكبوتية، يؤكد غرينبرغر أن موقع «تويتر» جذب ملايين المستخدمين والباحثين عن الأخبار بسبب سرعته وتقنيته العالية وقدرته التشاركية الكبيرة. وكأن «قدرة تويتر التشاركية الخبرية الكبيرة» لم تكن كافية لدغدغة مشاعر القائمين على أمر الفضائيات. لقد تحدث رئيس الشراكات الإعلامية والاستراتيحية لأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في «غوغل» السيد كارلو بيوندو عن «يوتيوب» الذي يلقى الاستخدام الأفضل والأعلى والأكثر انتشاراً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وبعيداً من «جودة الأخبار» التي يجب أن يحدد تعريفها الإعلاميون والصحافيون أنفسهم– على حد قول بيوندو– دشنت «غوغل» مبادرة جديدة بعنوان «غوغل للصحافيين»، هدفها دعم وتدريب آلاف الصحافيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على كيفية استخدام الأدوات المتوفرة للحصول على نتائج بحث أكثر دقّة، والتحقق من المعلومات والمصادر، إضافة إلى التطبيقات التي تساعد الصحافيّين في إعداد التقارير وكتابة القصص الإخبارية.

لقد تمّ بثّ القصص الإخبارية والتقارير المصورة واللقاءات الشخصية عن نشاطات المنتدى بعد دقائق على مواقع الأخبار، وبعد ساعات على شاشات الفضائيات، وفي صباح اليوم التالي على صفحات الصحف. لكنها كانت تُطلق تغريدات وتدوينات وصوراً ومقاطع فيديو حية بينما تحدث على مواقع التواصل الاجتماعي.