تأثير السكري على الدماغ
قبل سنوات قليلة أجرى الطبيب الأميركي بريان نك، مع رهط من الباحثين، دراسة أكدت معطياتها أن مرض السكري من النوع الثاني يقلّص حجم المخ عند المصابين به بمعدل أكبر مع التقدم في العمر، مقارنة بآخرين لا يعانون المرض.
وذكر الطبيب الباحث أن العاملين في الوسط الطبي يعلمون منذ فترة طويلة أن مرض السكري يؤثر سلباً وفي شكل كبير في خلايا المخ، وأنه يرتبط بصورة كبيرة بزيادة أخطار الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية، فضلاً عن الأضرار التي يلحقها بالأوعية الدموية المتصلة بمرض السكر.
وسبق لباحثين كنديين، أن لفتوا إلى أن السكري يمكن أن يؤثر في وظائف المخ ويسبب اضطراباً في نوعين من الوظائف العقلية لدى كل الفئات العمرية من البالغين، وهما الأداء التنفيذي وسرعة رد الفعل.
ووجد فريق من الباحثين من مدرسة جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة في الولايات المتحدة أن الإصابة بالسكري في منتصف العمر تعجّل في شيخوخة العقل.
وبينت دراسة حديثة بقيادة الطبيب النفسي آلن جاكوبسون أن ارتفاع نسبة السكر في الدم قد يؤثر في شكل مباشر على الخلايا العصبية الدماغية، ويتلف الأوعية الدموية الكبيرة والصغيرة التي تروي الدماغ بالأوكسجين، ويزيد احتمالات التعرض للأزمة الدماغية. وأفادت الدراسة بأن السكري يولّد مقاومة ضد هرمون الأنسولين ما يؤدي إلى تراجع قدرة الدهون والعضلات وخلايا الكبد على استخدامه في شكل فعال، ما يجبر البانكرياس على ضخ المزيد من هرمون الأنسولين الذي يجر معه نقصاً في مستوى أنزيم مهم لتكسير بروتين بيتا- أميلوييد المتهم بأنه وراء مرض الزهايمر، لكن لا يعرف لإذا كان مرض السكري هو الذي يسبب الزهايمر أم أنه يرتبط به فقط.
