كيف تقرأ؟

كيف تقرأ؟

في سؤال لم أدرك أهميته للوهلة الأولى، سألني: كيف تقرئين؟، أجبته بضحكة طفل: من اليمين إلى اليسار.

عاد فقال: قرأت منذ فترة عن القراءة القطرية والفرق بينها وبين القراءة كلمةً كلمة، أو جملةً جملة. ودار حديث طويل لم ينته بأساليب القراءة بل وصل إلى الفائدة من القراءة، وجدوى عمليات الحفظ المدرسية التي أكدت لنا دوماً أن التقييم يجري من خلال نسخ كميات كبيرة من المعلومات إلى داخل القرص الصلب الموجود في الدماغ دونما حاجة إلى معالجتها من خلال المعالج المتطور السريع الذي تمتلكه في أعلى جسدك، لأنك بذلك تضمن إمكانية بقاءك آلة جامدة غير قابلة للتطور والتفكير، ومن ثم التغيير بل قابلة فقط لتلقي الأوامر وتنفيذها بطريقة ميكانيكية جداً مدة غير قابلة للخطأ إلا باهتراء تلك الآلة عبر الزمن أو من خلال النقص في عمليات الصيانة.


ويصبح تراكم المعلومات ومن خلالها الشهادات وسيلة لتبقى ضمن إطار النظام المفروض عليك والمقبول اجتماعياً دونما السؤال عن جدواه بالنسبة للبشرية وتطور الإنسان والمجتمعات عموماً.


صديقي الإنسان وداعاً للعقل.