الستيروئيدات القشرية قد تهدم العظام
تجري في العظام على الدوام عمليتان أساسيتان هما البناء والهدم، وتتم هاتان العمليتان في وتيرة متوازية في الحالة الطبيعية، ولكن هناك فترات تطغى فيها الواحدة على الأخرى، ففي مرحلة الشباب تكون عملية البناء أسرع، ومن هنا تزداد الكثافة العظمية، وفي المقابل، وبعد سن الأربعين، تصبح عملية الهدم أكبر، فتقل الكثافة العظمية.
لا شك في أن هــناك أسباباً كــثيرة تســـاهم، بشكل أو في آخر، في هدم الثروة المعـــدنــية للعظام، مثل سن اليأس، وقلة الحركة، وقـــلة تــناول الكــلس، والوراثة، وتناول المشروبات الروحية، والتدخيــن، والداء السكري، وبعض الأمراض الهضمية، وبعض أمراض الغدد الصماء، ولكن لا يجب أن يغرب عن البال أن هناك عدداً من الأدوية التي تســاهم هي الأخرى في هدم الثروة المعدنية لعل من أشــهرها الستيروئيدات القشرية.
وتستعمل أدوية الستيروئيدات القشرية (مثل الكورتيزون، والبريدنيزون، والديكساميتازون) في علاج ومكافحة الكثير من الأمراض والاضطرابات الصحية مثل داء الربو، والالتهابات الشديدة، والحساسية، وبعض أمراض الجلد، ومرض التهاب القولون التقرحي، وكبح المناعة وغيرها.
ويؤدي استخدام تلك الأدوية إلى حدوث ارتفاع مستواها في الدم فيخــــلق بلبلة على صعيد تنظيم مستوى الكلس من خلال منع امتصاصه من قبل الأمعاء وتشجيع عملية طرحه عبر البول، وهذا ما يفضي إلى تنـشيط الخلايا الهادمة للعظم على حساب الخلايا البانية له، فتصبح العظام ضعيفة، هشة، قابلة للكسر بسهولة.
وكلما طال أمد استخدام الأدوية الستيروئيدية زادت مخاطر تعرض العظام لعملية الهدم، من هنا ضرورة أخذ تلك الأدوية تحت إشراف طبي مع المراقبة الدورية المنتظمة والتزام بعض النصائح الوقائية البسيطة التي تهدف إلى الحفاظ على الثروة المعدنية، والتي تضم اتباع نظام غذائي خال من الملح، وتناول جرعات داعمة من البوتاسيوم والفيتامين د.