العلاقة بين البشر والميكروبات
يشير كتاب «هل انتصرت البكتيريا؟» إلى أن العلاقة الحميمة بين البشر والميكروبات بأنواعها، تعني أن الحرب بين الطرفين ستستمر إلى الأبد.
ويضيف: «حدث كثير من التقدم في مكافحة الميكروبات: لسم يعد أطفالنا يقضون نحبَهم بسبب الإسهال كإحدى طبائع الأمور. انقرض مرض الجدري كما حدث مع طائر «الدودو» في الطبيعة. ولم يعد الشعـــراء والروائـــــيـــون والمؤلفــون الموسيقيون مثل كيتس وآل برونتي وشوبان يقضون نحبهم قبل الأوان هزالاً ونحولاً بسبب السل. لكن، ما زال الالتهاب الرئوي صديق الطاعن في السن، لكنه لم يعد يقتل رؤساءنا ووزراءنا. وعلى رغم ذلك، ما زلنا نخاف بشدة من الميكروبات»، وفق كلمات بننغتون الذي يعمل أستاذاً غير متفرغ لعلوم البكتيريا في «جامعة أبردين» في المملكة المتحدة.
اعتمد المترجم في ترجمة المصطلحات الطبية الانكليزية الواردة في كتاب «هل انتصرت البكتيريا؟» على القاموس الطبي في موقع «طبيب دوت نت». ووفق ما جاء في مقدمة الكتاب الذي يتألف من 139 صفحة، فإن المقصود من عنوانه هو إثارة فزع القارئ وجذبه للاستمرار في القراءة. إذ تستحضر كلمة «البكتيريا» جيشاً من الجراثيم الضارة، وتفترض كلمة «انتصرت» خسارة الحرب ضد تلك الجراثيم. وكذلك تتزايد التوقعات بالعودة إلى عالم أهوال ما قبل مؤسِسة التمريض الحديث، فلورنس نايتنغيل (1820- 1910)، بفعل التناقص المستمر في أعداد التمريض عالمياً، في الوقت الذي ندخل إلى عالم مروع لزمن ما بعد المضادات الحيوية.
هل لتلك المخاوف ما يبررها؟ يستهل المؤلف إجابته عن ذلك السؤال، بكلمات: «دعنا نبدأ بوضع البكتيريا في مكانها السليم. تعرف تلك الكائنات الدقيقة التي تعيش على سطح جلودنا وداخل أفواهنا وحلوقنا وأمعائنا في شكل جماعي، بوصفها ميكروبات... وتزيد أعداد تلك الكائنات الدقيقة التي تعيش على أسطح جسم الشخص الواحد، عن عدد الخلايا البشرية بعشرة أضعاف... ويزيد عدد الجينات البكتيرية عن عدد الجينات البشرية 360 ضعفاً... إن علاقتنا بأفراد تلك البكتيريا في أغلب فترات عمرنا هي علاقات سعيدة نجني من ورائها الفوائد... إننا نطعمهم وهم يساعدوننا على هضم طعامنا وإنتاج الفيتامينات لنا ويتنافسون بنجاح ضد كل غزاة أجسادنا الأشرار. ونسبة ضئيلة من العشرة آلاف نوع من البكتيريا التي تسكن أجسادنا هي التي تستطيع إصابتنا بالمرض، ولكنها واقعياً تقبع داخلنا عادة في صمت».