«روسيا الشريرة» تقطع كبل النت البحري
روبرت بريدج روبرت بريدج

«روسيا الشريرة» تقطع كبل النت البحري

بعد عدّة أيام على العام الجديد، عادت منصات الأخبار الكاذبة الأمريكية إلى العمل لإنتاج أخبار كاذبة بسرعة تفوق مطاعم الوجبات السريعة الأمريكية. وكانت صحيفة «Wired وايرد» هي الواصل الجديد إلى قمّة وسائل الإعلام الغربية الأكثر كذباً، والتي تطلق حملات هستيريّة معادية لروسيا دون نهاية.

تعريب وإعداد: عروة درويش

تبدأ مقالة وايرد بسيناريو جهنمي استفهامي: «منظمة إرهابية أم دولة شنيعة»، تلك التي اتخذت القرار المستهتر بتخريب كبل الألياف الضوئية تحت البحر، والذي يصل سكان العالم بعضهم ببعض؟ ومن بين هذه المجموعات الشيطانية التي تسكن العالم الآن، فمن هو مرشح وايرد الذي قام بهذا الفعل التخريبي؟ بالطبع إنّها روسيا.

والسؤال المنطقي الذي يخطر ببال أيّ عاقل هو: لماذا ستقوم روسيا بمثل هذا العمل؟ والجواب لدى وايرد هو أنّ البحرية الروسية: «تمّ رصدها باستمرار وهي تتجوّل بقرب الكبل» على طول شمال المحيط الأطلسي. وبالطبع فإنّ بحريّة أيّ دولة في المنطقة سوف تكون مجبرة على التجوال جانب الخط لمرّات غير منتهية أثناء تجوالها، ولكنّ قيام الصحيفة بذكر أو بالاعتراف بهذا الأمر سوف يسبّق الحقائق على الخيال، وهم غير قادرين على فعل ذلك إن كانوا يودون أداء دورهم كما ينبغي.

وعند قراءة مصادر وايرد بما يخصّ هذه الخطّة الشريرة الروسيّة، نرى بأنّها تقتبس عن صحيفة أخرى من مموني الأخبار الكاذبة المعادية لروسيا: النيويورك تايمز. والتي قامت بدورها بنشر تقرير عام 2015 تقول فيه: «ممّا يثير المخاوف والقلق لدى العسكريين الأميركيين ومسؤولي المخابرات، أنّ الروس يخططون لمهاجمة هذه الخطوط في أوقات التوتر أو النزاعات».

ولا تتوقّع أن تجد في هذه المزاعم، مثلها في ذلك مثل الأخبار الكاذبة عن قرصنة الروس لانتخابات الرئاسة الأمريكيّة عام 2016، أيّ دليل يثبتها: «وبينما ليس هناك أيّ دليل على قطع أيّ كبل بعد، فإنّ المخاوف تتزايد بين العسكريين ومسؤولي المخابرات الأمريكيين وحلفائهم».

وبعد اضطرار الصحيفة للاعتراف بأنّ مثل هذا العمل سوف يضرّ بمصالح الروسيين أولاً، وبأنّ الخطر الأكبر على الكبل هو مراكب الصيد ومراكب التنقيب، فإنّها تتجاهل كلّ ذلك وتعود لتنهي المقال كما بدأته: «يبدو بأنّ بوتين قد ترك الكبل المدفون تحت الماء وشأنه، للآن على الأقل».