الأصوات والشيخوخة: هل من داع للخوف؟

الأصوات والشيخوخة: هل من داع للخوف؟

في صندوق الحنجرة وخلف تفاحة آدم، هناك حبلان صوتيان وغضروف يؤمن الحماية لهما، وعندما يخرج الهواء من الرئــــتين على شكل موجات يهتز الحبلان فيصدر الصوت الطبيعي الذي يملك رنة تختلف من شخص الى آخر، لكنها تكون أكثر غلاظة عند الرجل منها عند المرأة، ويرجع السبب في ذلك الى أن الحبلين الصوتيين أطول عند الذكر مقارنة بالأنثى.

وتسمح نغمة الصوت في التعرف الى شخصية المتكلم، ذكراً كان أم أنثى، طفلاً أم شاباً أم طاعناً في السن. لكن بعض الدراسات أشار الى إمكان تشابه الأصوات بين الذكور والإناث، ما يفسر السهولة التي يتميز بها بعض الممثلين في أداء بعض الأدوار الكوميدية.

ولا يبقى الصوت على حاله في الشيخوخة كما كان عليه في سن الشباب، فكلما تقدم الشخص في العمر يفقد الحبلان الصوتيان بعضاً من مرونتهما، فتكون النتيجة أنهما لا يعملان كما كانا في سن الشباب، وهذا ما يؤثر في رنة الصوت فيبدو مبحوحاً أجشَّ، خصوصاً في أواخر النهار أو بعد التكلم لفترات طويلة.

وليست الشيخوخة وحدها سبب بحّة الصوت، فهناك أسباب كثيرة عضوية ووظيفية ونفسية، يمكن أن تقود الى هذه البحّة، وتعد الاضطرابات النفسية من أكثر مسببات البحّة.

ولا يغيب عن البال سوء استعمال الصوت فهو من أشهر الأسباب المؤدية الى البحّة، فالصياح المستمر، والصراخ، والهتاف، والتكـــلم لفترات طويلة تسبب إرهــاقاً للحبـلين الصــوتيين فتــحصل البــحّة لا محــالة.

وإذا كانت البحّة طبيعية عند كبار السن، فهذا لا يعني أن عليهم أن يغضوا الطرف، فالبحّة قد تكون أحياناً العارض الوحيد لظرف ساخن يحصل في الحبال الصوتية، هو السرطان.