الطقس المتطرف يجتاح الأرض

الطقس المتطرف يجتاح الأرض

يبدو أنه لا نهاية للتطرف المناخي الذي تشهد الأرض هذه الأيام، ففي الوقت الذي سجلت فيه درجات الحرارة في أستراليا أعلى معدل لها منذ 80 عاما، من المتوقع أن تتدني درجات الحرارة في بعض أنحاء الولايات المتحدة إلى ما دون 73 درجة مئوية تحت الصفر، ما يعني أنها أكثر برودة من القطب الشمالي أو من سيبيريا.

وسجلت درجة الحرارة في "جبل واشنطن" وهو منتجع للتزلج يوجد ضمن سلسلة "جبال وايت" في ولاية نيوهامبشير 38 درجة مئوية تحت الصفر يوم السبت الماضي، وبلغت برودة الرياح 69 درجة تحت الصفر، ما يعني أنها درجة الحرارة الأكثر برودة في العالم.

وتراوحت درجات الحرارة في بعض مناطق شرق الولايات المتحدة بين 39 و12 درجة مئوية تحت الصفر، ومن المتوقع أن تستمر حالة الصقيع والتجمد، التي بدأت الأسبوع الماضي في جنوب شرقي الولايات المتحدة، والتي أطلق عليها مسمى "قنبلة الطقس" أو "الإعصار القنبلة"، حتى الأسبوع المقبل.

وعلى الجانب الآخر من الولايات المتحدة، تحديدا في ولاية كاليفورنيا، وصلت درجات الحرارة إلى أعلى من معدلها السنوي بحدود 20 درجة.

هذا الواقع المناخي، عمل فعليا على تقسيم الولايات المتحدة إلى قسمين، شرقي بالغ البرودة وغربي بالغ الحرارة.

وفي الجزء الجنوبي من الأرض، وتحديدا في أستراليا، شهدت منطقة سيدني في جنوب شرقي البلاد حرائق اجتاحت مناطق شاسعة من الأراضي، وذلك جراء الارتفاع الحاد في درجات الحرارة حيث سجلت مدينة سيدني وضواحي بنريث، إلى الغرب من سيدني بمقاطعة نيوساوث ويلز، 47.3 درجة مئوية، وهو أعلى معدل للحرارة في المنطقة منذ 79 عاما.

وكانت هذه الحرارة قد سجلت في سيدني عام 1939، بحسب سجلات دائرة الأرصاد الجوية في المدينة.

وإلى جانب الحرائق في الأحراش والغابات، ذاب الإسفلت في الشوارع بفعل درات الحرارة المرتفعة، كما توجه المواطنون إلى الشواطئ وملاعب التنس للتخفيف من درجة القيظ التي يشهد بعض الأجيال لها مثيلا.

وتشهد أوروبا أجواء عاصفة، فبعد أقل من أسبوع على الإعصار إليانور الذي ضرب معظم دول غربي أوروبا، هاهي الثلوج تتساقط على إسبانيا، وتحاصر آلاف الناس في الطرقات وفي بيوتهم، الأمر الذي استدعى تدخل الجيش والشرطة لإنقاذهم.