الثورة البصرية للذكاء الاصطناعي

الثورة البصرية للذكاء الاصطناعي

على رغم آراء متضاربة في شأن مسار الآلات الذكيّة، تقول شركة «آي إم» EyeEm العالميّة، بوصول الذكاء الاصطناعي فعليّاً إلى عوالم التصوير الرقمي. ويعبّر المقال التالي عن رأيها.

«على رغم الضجّة الكبرى التي ترافق الذكاء الاصطناعي، يصر بعضهم على تجاهله. ويرجح أن يشهد العقد المقبل ثورة فعليّة في عالم الصورة وبصرياتها، وستمتد آثارها إلى المحتوى الذي سيتغيّر جذريّاً في السنوات القليلة المقبلة، تحت تأثير الذكاء الاصطناعي، إذ أدّى التطوّر في أدوات التصوير الرقمي المتنقل وأجهزته، إلى كثير من الاضطراب. ومع دخول خوارزميات الكومبيوتر الذكيّة على الخط، ستتغيّر طرق تفكير الأطراف كلها في طرق عملها. وفي السنوات السابقة، ترك الذكاء الاصطناعي آثاراً في مساحات الابتكار. وحاضراً، ترشد البرمجيات الجديدة صُنّاع المحتوى الحيّ، إلى التقاط أفضل اللحظات وأتمتة العمليات لتعديل الصور لتضاهي ما يفعله المحترفون. وكذلك يعمل الذكاء الاصطناعي على إزالة العلامات المائيّة، ويساهم في إضفاء الرتوش والمؤثّرات على الصور، بل يساعد المصوّر على اختيار الصورة الأفضل للاحتفاظ بها أو مشاركتها.

الصورة الأفضل والأكثر دلالة

حاضراً، بات باستطاعة صُنّاع المحتوى استخدام برنامج «إي إم سيلكتس» EyeEm Selects، الذي يستعمل الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور الموجودة في شريط الكاميرا، بل يقترح الصورة الأكثر صلاحية لمشاركتها في الـ«سوشال ميديا». ولا يتطلّب ذلك أموالاً كثيرة، ويعمل بطريقة سريعة، إضافة إلى كونه مأموناً، بمعنى أنّه لا يرسل الصور إلى خوادم تخزّنها. ويشجّع أيضاً على مشاركة الصور، إن لم يكونوا يفعلون ذلك فعليّاً.

وفي عملية البحث التقليدية عن الصورة، تأتي النتائج مرتبّة إما وفق نسق يظهر الصور الأكثر قابلية للبيع أولاً، أو وفق ما يفترض أن يكون «دلالة». لكن، ماذا تعني تلك الكلمة فعليّاً، خصوصاً أنّ ما يكون فائق الدلالة بالنسبة إلى شخص ليس بالضرورة أن يكون كذلك بالنسبة إلى آخرين. ويساهم الذكاء الاصطناعي في جعل عملية التفتيش عن الصور تتجاوب مع حاجات كل فرد على حِدَة. وفي شركة «آي إم»، يعمل مختصون على توظيف الذكاء الاصطناعي في العثور على أفضل الصور التي تتناسب مع ذوق المستخدم وميوله الجماليّة. وكذلك درّبوا الآلات على التمعّن في الصور، واستخراج المعلومات المتعلقة بها، ما ارتقى بذكاء الآلات إلى القدرة على فهم ما يسعى إليه المستخدم.

هناك إثارة كبيرة ترافق الذكاء الاصطناعي ومردوداته أيضاً، إذ يتوقع وصول الخدمات البصرية والتطبيقات الرقميّة المتصلة بها، إلى 33 بليون دولار في 2019. ويجري تطور تقنيات الكومبيوتر البصريّة عبر التعمّق في فهم تأثير البصري في مناحٍ كثيرة في حياة الناس وأعمال الشركات. وبات الذكاء الاصطناعي على أهبة الاستعداد للانتقال إلى مرحلة التأثير في التسويق، بما فيه توقّع أداء الحملات الإعلانيّة وبصرياتها. ربما بدت بعض تلك التقنيّات كأنها تحل بديلاً للبشر وصُنّاع المحتوى والمستهلك معاً، لكن مختصي شركة «آي إم» وإداريّيها يعتقدون بأنها تقوّي تلك الأطراف الفاعلة، بل تعطيها مزيداً من الحرية. لن تكون الآلات الذكيّة بديلاً من المصوّرين، لكنها ستجعل عملهم أسرع وأسهل وأشد إثارة، بل مليئاً بالابتكار».