الاستغلال بـ«الرشاقة»
تقوم هذه المنهجية على تقسيم الموظفين إلى "عشائر" مكونة من "فرق"
بوب مين بوب مين

الاستغلال بـ«الرشاقة»

تدهشنا قدرة الشركات على الابتكار عندما يتعلق الأمر بإيجاد المزيد من الطرق لاستغلال الناس...

تعريب: عروة درويش

لنأخذ مثالاً اعتماد "المنهجيات الرشيقة Agile Methods" وإجراءاتها في أماكن العمل. إنّ الشركات الكبرى على وجه الخصوص هي بطلة اعتماد الممارسات الرشيقة كأساس لتحويل الشركة.
مثال: صرّح بنك "ANZ" مؤخراً عن رغبته بممارسة العمل مثل شركة مبتدئة من أجل الردّ بسرعة على تهديد شركات "التمويل التكنولوجي Fintech" بتعطيل أعمالها وتهديد هامش ربحها. ووفقاً للبنك، فإنّ الطريقة المتاحة لفعل ذلك هي باستخدام المنهجيات والممارسات الرشيقة.
تتبنّى العديد من الشركات متعددة الجنسيات هذا المنهج. حتّى رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تورنبول ذكره وهو يشير إلى الحاجة لاقتصاد أكثر "رشاقة".
إنّ كلمة رشيق هي آخر صيحة في مجال تطوير تكنولوجيا المعلومات. فقد اعتمدت شركات تطوير البرمجيات في الماضي على منهج متسلسل الخطوات وأكثر تنظيماً لبناء منتج. وقد خرجت مجموعة من شركات تطوير البرمجيات الرائدة في الولايات المتحدة "ببيان التطوير الرشيق للبرمجيات". لقد ركز منهجهم على سرعة التطوير والقدرة على الاستجابة بسرعة للتغيرات.
لقد بدأت الكثير من الشركات الكبرى باللحاق بشركات التطوير البرمجي باعتماد "المنهجيات الرشيقة"، مثل آبل وغوغل وعلي بابا وسبوت فاي ونيتفليكس وغيرها، فليس سعي المصارف لها أمراً مستغرباً.
وتقوم هذه المنهجية، كما شرحها مصرف "ANZ"، على تقسيم الموظفين إلى "عشائر" مكونة من "فرق"، وكلّ فريق من 10 أشخاص. ستعمل جميع الفرق إلى جانب بعضها بدلاً من تقسيم العمل القديم إلى أقسام متخصصة. وتريد الشركات عبر ذلك أن تعتمد طرقاً سريعة جداً جداً لتلبية احتياجات الزبائن.
إنّ الهدف من "المنهجيات الرشيقة" في نهاية المطاف هو تحقيق أقصى قدر من إنتاجيّة العمّال، في أسرع وقت ممكن. وذلك عبر استخدام طرق مثل "صناديق الوقت" حيث يتم تخصيص أدنى وقت ممكن للأفراد كي ينتهوا من المهام الموكلة إليهم"، و"لوحة التقدّم" التي تظهر المهام الموكلة لكل عامل والتقدم الذي أحرزه في إنجازها.
في الحقيقة، إنّ هذه البدعة الجديدة التي يهلل لها المدراء التنفيذيون هي فقط قطعة من تاريخ طول من الهجمات على العمال، والتي تستمر في الحدوث منذ الثورة الصناعية. فهي باختصار إحدى طرق زيادة الضغط على العمّال مع إبقاء أجورهم منخفضة. فكلما زاد الاستغلال زادت الأرباح.