"فضائح طبية" في الجزائر!
تنقل وسائل إعلام جزائرية مؤخراً وبشكل يومي، الكثير من الأخبار والمعلومات عن عمليات احتيال يتعرض لها المواطنون نتيجة تدني مستوى الخدمات الطبية العامة، وارتفاع كلفة العلاج الذي جعلهم يلجؤون إلى المعالجين بـ"الطب الشعبي" والعرافين والتعرض لعمليات نصب واحتيال.
فقد سلط الإعلان عن عقار، زعم صانعه أنه يشفي من مرض السكري، الضوء على حجم هذه المشكلة ولجوء عدد كبير من الجزائريين إلى الطب التقليدي والتداوي عند العرافين، حيث شهدت البلاد افتتاح عدد من عيادات للتداوي من المس بالجن.
وتحول طرح "مكمل غذائي" في الأسواق وترويجه على أنه دواء للسكري فضيحة لم تكن وزارة الصحة بمنأى عنها. حيث تعالت الأصوات المطالبة باستقالة وزير الصحة، لأنه قدم دعمه لمنتج "رحمة ربي" وهو الاسم الذي أطلق على العقار، مؤكداً أنه دواء يشفي السكري! كما ساعدت قناة تلفزيونية خاصة يشاهدها عدد كبير من الجزائريين في الدعاية لهذا المنتج وصانعه الذي وصفته وسائل إعلام محلية بأنه "منتحل صفة طبيب".
وقد أدى نجاح الدعاية لهذا المنتج إلى ظهور سوق سوداء له، تبيعه بأربعة أضعاف سعره الرسمي! حيث تهافت المرضى لشرائه خاصة في شرق البلاد وتشكلت طوابير طويلة أمام الصيدليات التي وافقت على تسويقه.
لكن حملة عنيفة على "الدواء المعجزة" وصانعه شنها أطباء في البلاد دفعت الحكومة إلى منع تسويقه وسحب الكميات الموزعة منه من الأسواق.
وندد عدد من الأطباء الجزائريون بعمليات الاحتيال هذه حيث أكد الطبيب المتخصص في أمراض الغدد ورئيس الجمعية الجزائرية لمرضى السكري مراد سمروني أن الدعاية للمنتج وتقديمه على أنه "علاج معجزة"، دفع الكثير من المرضى الى التخلي عن أدويتهم واللجوء إليه، وأدى ذلك إلى دخولهم الإنعاش بسبب ارتفاع مستوى السكر بعد الكف عن تناول أدويتهم. وأعرب عن أسفه لأن "الشعوذة مازالت تعيش أياماً مزدهرة بالجزائر". بينما ودعا رئيس مجلس عمادة الصيادلة لطفي بن باحمد الصيدليات إلى المساهمة في مكافحة "الشعوذة والامتناع عن تقديم خدمات تحمل هذا الطابع".
وبعد أقل من أسبوع على منع هذا الدواء، وقيام وزارة التجارة بسحبه من الأسواق، اكتشف الجزائريون فضيحة طبية جديدة عندما أعلن شخص فتح "عيادة" للعلاج بالرقية من المس بالجن، وحتى من بعض الأمراض النفسية وحضر افتتاحها عدد كبير من الشخصيات الفنية والإعلامية!
لكن قامت السلطات بإغلاق عيادة الشيخ أبو مسلم بلحمر الذي سبق أن حكم عليه بالسجن سنة بتهمة "ممارسة الشعوذة" في العام 2013، وفي العام 2015 ، أغلق المقر الذي كان يمارس فيه "علاجه" بالشمع الأحمر، وتم التحقيق معه ووضع تحت الرقابة القضائي بعد وفاة فتاة في عيادته، قام بحقنها بمصل أثناء إحدى "رقياته".