صانع الأوهام

صانع الأوهام

متشحاً بثوب العالم تارة وثوب الساحر تارة أخرى، بثوب العابد ودور الإله في أحيان كثيرة، يتنقل بين الأدوار بمظهر التائه أو العارف، بحيث تشعر أنك أمام كائن هلامي لا يمكنك تحديد هويته،

لكنك سرعان ما تجد الأفكار تقودك إلى ما يذكرك بفيلم «صانع الأوهام» ذاك النصاب المحترف الذي لا يتورع عن استخدام كل الأدوات الممكنة بذكاء شديد ليزرع في النفوس أوهاماً تبدو غير قابلة للتكذيب حتى في نظرات فاصحة دقيقة، لكن عين الخبير المدرب التي تعمل بعمق وصبر قادرة على كشفها بعد تمحيص.


يتحدث في الخيمياء وتحويل المعادن البخسة إلى ذهب، وزرع الأعضاء والاستنساخ، وزرع خلايا مضيئة في الأجساد البشرية وتزوير الأموال وتقمص الإله فيه.
لكنه لا يستطيع أن يجد جمهوراً إلا في أولئك أنصاف العارفين، فهم ملعبه ومرتعه، يتلاعب بمعرفتهم التي تبدو لهم كلية، لكنها سطحية وواسعة، غير قادرة على النفاذ إلى أعماق الحقيقة، كتلاعب فيلم «السر» «The Secret» بعقول الباحثين عن الثراء السريع، حيث يقف الكون بأجمعه في خدمة رغباتهم المعلنة بمجرد التفكير بالملايين التي تتدفق من أرجاء الكون لتجد مهبطاً لها في جيوبهم.


إنها موجة من الأوهام التي ألبست لبوس العلم لخداع الباحثين عن أمل سريع التحقيق كوجبة سريعة في عالم بدأ باليأس.

آخر تعديل على الإثنين, 26 آب/أغسطس 2013 17:20