«الحرارة البشرية» في البحر المتوسط
تعتبر «الحرارة البشرية» في البحر المتوسط عاملاً هاماً لحاضر ومستقبل الأمطار الساحلية، حيث تسبب جفاف الساحل طويل الأمد في الفترة بين عامي (1970 - 1980) بخسائر بشرية واقتصادية -اجتماعية هائلة، وقد تم إجراء أبحاث واسعة حول أسبابه.
فعلى الرغم من الاعتقاد السائد بأن التغيّرات في درجات الحرارة العالمية والإقليمية لسطح البحر (SSTs) تشكل عوامل مهيمنة في حالة الجفاف الشديدة في الساحل، إلا أن آليات التعافي الذي حدث مؤخراً ما تزال غير واضحة تماماً، لكن الباحثين يفترضون أنها غالباً ما تكون أقرب إلى الارتباط بدرجات حرارة سطح البحر السابقة أثناء حالة الجفاف.
تبيّن من خلال تحليل بيانات الرصد والنماذج المتعددة، وإجراء تجارب على حساسية درجات حرارة البحر باستخدام اثنين من أحدث نماذج الغلاف الجوي وأكثرها تطوراً بأن المنطقة الرئيسية لدرجات حرارة سطح البحر التي تسببت مؤخراً في هطول الأمطار على الساحل -والتي شكلت آلية تعافٍ له - هي منطقة البحر الأبيض المتوسط.
حيث تحول الأنشطة بشرية في هذه المنطقة إلى السبب الأساسي في ارتفاع درجات الحرارة بعد أن كانت المحيطات، الأطلسي والهندي والهادئ الاستوائية، المحرك الرئيسي تاريخياً لظاهرة جفاف الساحل.
قد يُصبح التأثير الرطب لازدياد حرارة البحر الأبيض المتوسط أكثر سواداً وهيمنةً في ارتفاع مستقبلي لحرارة المناخ، ومفتاحاً لفهم حالة عدم اليقين في التنبؤات المستقبلية للأمطار الساحلية
عن موقع NATURE CLIMATE CHANGE
ترجمة وإعداد قاسيون