في قرية «عتيل».. طريقة مبتكرة لتكريم الأم
تداولت صفحات الفيسبوك مؤخراً خبراً مفاده: قيام مجموعة من الأبناء بتكليف أحد النحاتين بصنع تمثال شخصي لوالدتهم، تكريماً لها وهي على قيد الحياة.
ففي يوم الخميس الواقع في 7/7/2016، وبتمام الساعة السادسة والنصف، أقيم حفل تكريمي في منزل «خلدون حسن النجاد» الواقع في قرية عتيل بالسويداء، وقد ضم الحفل أشقاء صاحب المنزل وهم «خلدون وأسامة»، وهم الأخوة الثلاثة الذين بادروا بهذا الشكل الجديد والفريد، لتكريم والدتهم وهي على قيد الحياة، بالإضافة إلى عدد من الفنانين والأهالي. وقد تخلل الحفل التكريمي فقرات من الفلكلور الشعبي.
يشار إلى أن النحات السوري فؤاد أبو عساف هو من قام بعمل التمثال الحجري الذي كان بطول 285 سم، وهو من حجر البازلت الأسود، حيث جسد الفنان الوالدة «أم خلدون» وهي تحمل بيدها آثار قرية سليم، وهي القرية حيث ولدت، بالإضافة إلى آثار قرية عتيل، وهي القرية التي عاشت فيها.
وقد ورد عبر صفحات الفيسبوك أن من يرى التمثال للوهلة الأولى يظنه لشخصية تاريخية مضى عليها الزمن، ولكنه بالواقع تمثال عصري يعكس أجمل القيم والعادات التي يتحلى بها مجتمعنا السوري.
فكرة التمثال فيها تكريم للأم بشكل عام، كما تتجلى عبره تلك الروح المفعمة بالأصالة والتمسك بالهوية المتشربة بالأرض والمكان، حيث كان ذلك واضحاً عبر الآثار التي يحملها التمثال بيديه، بالإضافة إلى الدقة في تشكيل الثياب التقليدية الخاصة بمحافظة السويداء، مع الحلي والزركشات.
أخيراً تحية للأبناء النجباء الذين خصوا والدتهم وهي على قيد الحياة بهذا التكريم المنفرد، وتحية للفنان النحات فؤاد أبو عساف على هذا العمل المبدع.
ولعلها رسالة ولفتة لنستذكر أمهاتنا وآبائنا ونكرمهم بحياتهم، قد لا يكون ذلك بمثل تلك التكاليف التي تحمّلها هؤلاء الأبناء الثلاث المشكورين، كون مثل هذا العمل الفني مكلف بلا ريب، ولكن بحسب الامكانات المتاحة لكل منا.