فرنسا ترفض منح حق اللجوء لمؤسس «ويكيليكس» جوليان أسانج

فرنسا ترفض منح حق اللجوء لمؤسس «ويكيليكس» جوليان أسانج

رفضت باريس الجمعة منح حق اللجوء السياسي لمؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج، الذي طلب من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في رسالة نشرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية منحه اللجوء في فرنسا.

رفضت باريس الجمعة منح حق اللجوء السياسي لمؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج، الذي طلب من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في رسالة نشرتها صحيفة "لوموند" الفرنسية منحه اللجوء في فرنسا.

وجاء في رسالة أسانج الموجهة إلى هولاند: "أنا صحفي يتعرض للملاحقة والتهديدات من قبل السلطات الأمريكية بسبب عمله المهني. ولم أكن متهما بارتكاب أي جريمة في أي مكان من أنحاء العالم – بما في ذلك السويد أو بريطانيا، وأنا مؤسس "ويكيليكس".

وتحدث أسانج في رسالته عن مختلف مراحل عمل "ويكيليكس" وتحقيقاته وملاحقات العاملين بالموقع، إضافة إلى ظروف حياته في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن ابنه الأصغر فرنسي من أم فرنسية.

وقال مؤسس "ويكيليكس" إنه لم ير ابنه الأصغر منذ بداية ملاحقته السياسية قبل 5 سنوات، وكان مضطرا للمحافظة على سر وجود ابن له في فرنسا لحمايته وحماية أمه.

وأكد أسانج في رسالته أن حياته مليئة بمخاطر تزداد يوما بعد يوم، مضيفا أن "فرنسا فقط تستطيع اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد ملاحقته السياسية".

وكانت وزيرة العدل الفرنسية كريستيان توبيرا قد أشارت سابقا إلى إمكانية منح أسانج وكذلك الموظف السابق في الاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن اللجوء السياسي في فرنسا، إلا أن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قال إن هذه المسألة غير مطروحة.

وجاءت تصريحات توبيرا وطلب أسانج بعد أن كشف تقرير لموقع "ويكيليكس" تجسس الاستخبارات الأمريكية على ثلاثة رؤساء فرنسيين بين عامي 2006 و2012، منهم الرئيس الحالي فرانسوا هولاند.

وأثار تسريب معلومات عن التجسس الأمريكي ردود فعل غاضبة في فرنسا، فقد استدعت الخارجية الفرنسية السفيرة الأمريكية لدى باريس وأدلى عدد من كبار المسؤولين الفرنسيين بتعليقات حول الموضوع.

هذا، ولا يزال جوليان أسانج، الأسترالي البالغ من العمر 43 عاما، يقيم في سفارة الإكوادور في لندن منذ يونيو/حزيران 2012 لتفادي ترحيله من بريطانيا إلى السويد التي تريد استجوابه.

وكانت السلطات السويدية قد وجهت إلى أسانج تهمة ارتكاب جرائم جنسية، واضطر الأخير لطلب اللجوء في بعثة الإكوادور الدبلوماسية في لندن، رافضا جميع الاتهامات الموجهة إليه وواصفا إياها بأنها وجهت بدوافع سياسية. لكنه لم يتمكن حتى اللحظة من مغادرة السفارة لأن السلطات البريطانية تحول دون ذلك.

ويؤكد مؤسس "ويكيليكس" خشيته من أن تنتهي رحلته من بريطانيا إلى السويد في الولايات المتحدة حيث يمكن محاكمته بسبب أكبر تسريب للمعلومات في التاريخ الأمريكي.

من جهتها تشتبه واشنطن بتجسس أسانج بعد نشره وثائق تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، وقد يواجه أسانج عقوبة السجن المؤبد أو الإعدام في الولايات المتحدة، حال تسليمه من قبل السلطات السويدية.

وتفجّرت فضيحة صاخبة حول شخصية جوليان أسانج بعد قيامه بنشر وثائق سرية خاصة بالدبلوماسية الأمريكية على موقع "ويكيليكس" عام 2009.