الشرطة الأمريكية تقتل شخصين يوميا
تواجه أمريكا التي تعتبر نفسها عراب الديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان في العالم، مشكلة داخلية جدية اليوم، تتمثل في العنف ووهم القيم في المجتمع.
فمن كان سيظن أنه وبعد مرور 52 عاما على خطاب مارتن لوثر كينغ الشهير "لدي حلم"، سوف نرى الشرطة الأمريكية تقتل شابا جراء التعذيب في السجون وتصيب آخر جراء الضرب المبرح ولا تنقله إلى المستشفى للعلاج.
ما يزيد عن 385 قتيلا سقطواعلى أيدي الشرطة الأمريكية منذ مطلع هذا العام، أي بمعدل قتيلين كل يوم، هذه خلاصة تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" بالاعتماد على بياناتها الداخلية.
ذكرت الصحيفة أيضا أن 16% من القتلى لم يكونوا مسلحين، وتبدو هذه الأرقام أكبر بكثير من سجلات مكتب التحقيقات الفيدرالي للسنوات العشر الأخيرة، التي أشارت إلى وقوع نحو 400 حادثة قتل على يد الشرطة في العام، أي بمعدل حادثة قتل كل يوم.
وتشكك منظمات حقوقية في صحة الأرقام الرسمية لا سيما وأن القانون الأمريكي يتيح لوكالات الشرطة الفدرالية البالغ عددها نحو 17 ألفا، لها الامتناع عن نشر إحصاءات بشأن هذا النوع من الجرائم.
لم يفصل تقرير واشنطن بوست في مناطق حدوث جرائم القتل على يد الشرطة، لكنه أكد على ارتفاعها بشكل لافت، ولا سيما في أوساط الأمريكيين من ذوي الأصول الإفريقية إذ تضاعف عددُ قتلاهم ثلاث مرات منذ بداية العام.
وتنشر هذه التقارير وسط جدل حاد في الشارع الأمريكي بشأن اضطهاد بعض الأقليات، وهو ما ظهر بوضوح في احتجاجات فرغيسون وبالتيمور المدوية، وأكده تقرير لوزارة العدل الأمريكة أشار إلى تصرفات تعسفية من الشرطة والقضاء بحق الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية، وإلزامهم بغرامات ورسوم قاسية ناهيك عن استخدام القوة المفرطة والاعتقال غير القانوني.