من يحدد الأولويات؟

من يحدد الأولويات؟

هل بإمكان منفذي السياسات وضع السياسات العلمية؟ هل الصناعة هي من تحدد أولويات البحث العلمي؟ هل التنمية هي قاطرة الاقتصاد كله؟ أسئلة تطرح نفسها على بساط البحث حينما نرى التخبط في وضع الأولويات.

في قراءة سريعة لمحاور البحث العلمي التي تتبناها جامعاتنا، غير المستندة إلى الأولويات الوطنية الحقيقية، هناك عمل مطلوب إنجازه على المستوى الوطني، ومنه تتفرع بقية الأعمال، ما هي أولويات المرحلة؟، تلك النابعة من الضرورات لا من الإمكانيات فحسب، أعتقد أن أحد أهم هذه الأولويات هي اعتمادنا على الذات، دون إفساح المجال لمن يملي علينا أولوياتنا في فقاعات دولية يقدمها خبراء جهابذة بألقاب علمية رنانة، فلسنا بلداً عاقراً، وكل العقول إن عملت في جهود مشتركة مستمرة متواصلة قادرة ضمن إطار وطني مدروس، على الخروج باستراتيجية جديدة وجدية للبحث العلمي، لا تعتمد على التجميع واللصق، بل على رؤية عميقة ترى أبعد من الآن، بل تستشرف أفقاً حقيقياً لدولة قوية معتمدة على خبرات أبنائها، الذين أنجبتهم وستنجب الكثير منهم، هؤلاء السوريون الكبار.