كرامتنا المهدورة مع البرد
كلما حلت عاصفة تحمل البرد الشديد في طياتها، أو عشنا ظلاماً قاتلاً كئيباً، ينتزع ما تبقى منا من إنسانية نعيشها نحن البشر، لا أمتلك الحيلة إلا أن أتذكر ذلك الجشع الذي منع ويمنع عنا تلك الطاقات زهيدة التكلفة أو شبه المجانية التي يمكنها أن تنقذ حياة آلاف البشر من الموت، وتجعل حياة الملايين لائقة، تحمل في طياتها جزءاً من هذه الكرامة المهدورة.
وليست الطاقات المتجددة، كما يروج البعض عالية التكلفة وبعيدة عن التداول بسبب عدم اكتمال البحوث فيها، لكنها جزء هام من تلك الأبحاث المنجزة والمثبتة فعاليتها والمدفونة عمداً في أعماق الدروج، لأنها حتماً تمنع تلك الأرباح الخيالية للمستثمرين في الطاقات غير المتجددة كالوقود الأحفوري والفحم، وتخفف من قبضة أولئك المستثمرين ومن يدعمهم من الدول والأنظمة التي تقبض على الطاقة كمكون أساسي من مكونات السلطة للتحكم بالبشر.
إن الطاقة النظيفة قادرة على تغيير قواعد اللعبة، لأنها تعيد سلطة التحكم في الطاقة إلى الناس، وهو ما يشكل تحدياً مباشراً لصناعة الوقود الأحفوري.
ويحاول المتحكمون بصناعات الطاقة العالمية السيطرة على كل الحركات الحقيقية المطالبة باستعادة حقوقهم في طاقة نظيفة ورخيصة، من خلال السيطرة على الحركات البيئية وتحويلها إلى حركات استعراضية سطحية تافهة، لا قيمة لها، ورشوتها بطرق مختلفة من خلال الداعمين والشخصيات الفنية والسياسية التي تعمل على تشويهها وإزالة القيم الطبقية الحقيقية عنها.