واقع أغرب من الخيال.. أسلحة الحكم السري

واقع أغرب من الخيال.. أسلحة الحكم السري

ليس فيلماً خيالياً من أفلام الجاسوسية، حيث يسلطون ضوءاً أخضر ليزرياً على رأس العميل السري السابق فيصبح بذاكرة نظيفة جداً ممسوح منها كل ذكريات العملية السرية التي قام بها، حتى لا تسول له نفسه في يوم من الأيام تسريب أي معلومة، إنها حقائق موضوعية تستخدم منها السينما شذرات بسيطة، حقاً إنه الواقع الذي يكون أغرب من الخيال.

في مقابلة لموظف في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية مع المجلة الأمريكية «ليدينغ آيج» تحدث مطولا عن بعض الإجراءات التي تستخدمها الوكالة.

 

ماذا تعرفون عن التنويم المغناطيسي ومستحضرات استقراء مدى النسيان (فقدان الذاكرة) الناجم عن التنويم المغناطيسي؟

إنها تستخدم بطرق مختلفة. رأيت كيف يمسحون من ذاكرة بعض الناس أحداثاً محددة فقط. إنهم يستخدمون التنويم المغناطيسي ومستحضرات التنويم المغناطيسي، ويستخدمون أيضاً التحكم الإلكتروني بالوعي. خلال مرحلة التنويم المغناطيسي يردد صوتهم باستمرار في سماعات الأذن: «أنت لا تتذكر، لا تعلم عن ذلك». في نفس الوقت يشغلون الصوت ما بعد السمعي، يخلطون النغمات الإلكترونية الطبيعية، الضرورية لظهور الذكريات. لن تسمعوا الصوت ما بعد السمعي، ولن تشعروا به.

كنت أفترض أن البحوث في مجال ما بعد الصوت لا تجري.

 نعم البحوث لا تجري، لأنها ليست ضرورية. لقد أصبحت معروفة للجميع. يستخدمها الجميع في الممارسة العملية.

 

والبوليس، هل يستخدم توجيه الوعي؟

في أعلى المستويات – إنها تساعد البوليس جيداً. إليكم ما سأقوله لكم: أرخص بضاعة في العالم هي – الناس.

 

ماذا يمكنكم القول حول المؤامرات؟

كل ما يعرفه الناس، وكأن اليساريين ينوون قلب حكومتنا. حول المؤامرات اليمينية لا يسمع شيء. إلا أن بعض هذه المجموعات اليمينية أكثر خطورة من اليسارية. الجناح اليميني يترك العسكريين المستقيلين. إذا جاء اليمينيون الآن إلى الحكم –ستنشأ ديكتاتورية عسكرية. أي الديكتاتورية موجودة الآن إلا أنها غير واضحة، مخفية.

 

تقصدون أولئك العشرين شخصاً الذين تحدثتم عنهم سابقاً؟

نعم، لو عرف شعب هذه البلاد عن ذلك، فسوق يقولون في المرة التالية عندما يحاولون سوق الناس إلى فييتنام «لا». الناس ضروريون للقتال، لكن لو عرفوا من في الواقع يقود الجميع، وما الذي يحصل، لفهموا ممن في الواقع يجب حماية البلاد. أما هكذا، عدم المعرفة البسيطة تكفي لدعم مجمل هذا المطبخ السياسي و «الانتخابات الحرة». من الضروري للشعب الأمريكي ولأغلب الشعوب، أن يعرفوا أنهم يقاتلون في سبيل قضية عادلة، أنهم في جانب الخير. لهذا السبب نحن لم نخسر الحرب بعد، ولكن لم نحقق السلام. مهما كانت أهمية دعم رؤية الحرية. من غير المهم، أي حزب يقف في السلطة: يقود البلاد حكومة منتخبة بشكل عادل أم كريبتوكراتيا (حكومة سرية)، - في كل الأحوال، سيجري كل شيء، كما هي الحال الآن.

وفي آب 1977 صرح المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية، الأدميرال ستينفيلد تيرنير في اجتماع مجلس الشيوخ أن وكالته أجرت تجارب على «غسل الدماغ» لعدد كبير من الأمريكيين-السجناء، المرضى النفسيين، مرضى السرطان، رواد البارات غير المشتبه بهم في نيويورك، وسان فرانسيسكو ومدن أخرى- وفي سبيل ذلك استخدمت المخدرات بفعالية LSD والوسائل الأخرى المشابهة لها من وسائل الطب النفسي (العلاج المؤثر على العقل).

 

المخدرات طريقة بدائية للتحكم

في الحقيقةـ، اعترفت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في سلسلة من تقاريرها، أن الهدف من التجارب باستخدام المخدرات هو تحديد المستحضرات، التي تسهل عملية التحكم بالناس. علماً بانه سرعان ما تبين، أن المخدرات طريقة بدائية للتحكم، عندما يدور الحديث عن الناس، وهناك طريقة أكثر فعالية بكثير. وهي طريقة «التحليل الالكتروني للذاكرة» حيث تتعرض ذاكرة الإنسان للتأثير بغرض مسح أو تغيير الذكريات عما جرى من أحداث معه. بعد التدخل الإلكتروني في المخ، يشكل الإستيتسيخولين الموجود فيه كهربا ساكنة، تحاصر الأشكال السمعية والبصرية. يمكن استخدام هذه الطريقة لمسح أو محاصرة الذاكرة أو تبطيئها، عندما تبدو الأحداث قد حصلت بعد وقوعها. 

ووثق استخدام الإشعاعات ما فوق الصوتية، والإشعاعات منخفضة التردد، التي يمكن أن تؤثر على العمليات الالكترونية في المخ، وعلى نسيجه. بحيث تترك تغيراً محدداً في سلوك الإنسان.

 

«البحوث الطبية»

في مرحلة الحرب الباردة نفذت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية برنامجاً ضخماً كلف 25 مليون دولار، كان الهدف برمجة أشخاص التجربة بأي ثمن، ولو أدى ذلك إلى تدمير صحتهم البدنية، كان الهدف الكامن في أساس هذه التجارب الخاصة بالتحكم في الوعي والسلوك، التي سترت في ذلك الحين «بالبحوث الطبية»، قمع احتجاجات السكان التي تبعت مقتل مارتين لوثر كنغ.

 

الجراحة النفسية

واستخدمت الجراحة النفسية التي أجرت العديد من العمليات في العديد من السجون ومنها سجن أتموري في بيرمنغيم (ألاباما) ومستوصف دروخيم (كارولينا الشمالية) ولونغ بيتش (كاليفورنيا)، وبالنتيجة وقع العديد من «الأرانب الأهلية» المجبرين على التجربة في حالة موت شبه سريري. 

نؤكد مرة أخرى ليست هذه أفلام هوليوود المرعبة إنها الحقيقة الأبشع من الخيال المريض.