الطريقة الصحيحة لفهم إرهاب خطوط أنابيب الغاز بين روسيا وأوروبا
عدد من الكتاب عدد من الكتاب

الطريقة الصحيحة لفهم إرهاب خطوط أنابيب الغاز بين روسيا وأوروبا

دخلت حرب الممرات الاقتصادية منطقة متوهجة مجهولة: إرهاب خطوط الأنابيب. تمّ عبر عملية عسكرية معقدة تطلبت تخطيطاً دقيقاً– وغالباً شملت عدّة جهات فاعلة– تفجير أربعة أقسام منفصلة من خطّي أنابيب غاز السيل الشمالي 1، والسيل الشمالي 2 في المياه الضحلة من المضائق الدنماركية في بحر البلطيق قرب جزيرة برونهولم. قدّر علماء الزلازل السويديين أنّ قوة الانفجارات ربّما وصلت إلى ما يعادل 700 كلغم من مادة تي. ان. تي. يقع كلّ من السيل الشمالي 1 و2 بالقرب من التيارات القوية حول برونهولم، في قاع البحر على عمق 60 متراً.

ترجمة: أوديت الحسين

الأنابيب مبنيّة من الخرسانة المسلّحة بالفولاذ، وهي قادرة على تحمّل الصدمات من مراسي حاملات الطائرات، وهي غير قابلة للتدمير عملياً بدون شحنات متفجرة خطيرة. العملية التي تسببت في حدوث تسريبين بالقرب من السويد، واثنين بالقرب من الدنمارك، يجب أن يتم تنفيذها بواسطة طائرات درون معدّلة للغوص تحت الماء.
من حيث المبدأ، لكلّ جريمة دافع وحافز. أرادت الحكومة الروسية– على الأقل حتّى وقت التخريب– بيع النفط والغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي. الفكرة القائلة بأنّ المخابرات الروسية ستدمّر خطوط أنابيب غازبروم هي فكرة سخيفة. كلّ ما كان عليهم فعله هو إغلاق الصمامات. السيل الشمالي-2 لم يكن يعمل أساساً، وذلك بناء على قرار سياسي من برلين. وتدفقات الغاز من السيل الشمالي-1 تمّت إعاقتها بفعل العقوبات الغربية. علاوة على ذلك، يعني مثل هذا العمل خسارة موسكو لميزة نفوذ استراتيجي رئيسي على الاتحاد الأوروبي.
كانت شركة غاز بروم الروسية تملك نصف خطوط الأنابيب، وذلك إلى جانب حاملي الأسهم الألمان والفرنسيين والهولنديين. كما أنّ خطّ الأنابيب كان يقع في قلب خطط موسكو لإعادة بناء العلاقات مع أوروبا عندما تنتهي حربها مع الناتو في أوكرانيا. لهذا فليس من المنطقي أن تقوم روسيا بتدمير خطّ الأنابيب.
تؤكد المصادر الدبلوماسية، أنّ برلين وموسكو كانتا منخرطتين في مفاوضات سريّة لحلّ كلا مسألتي السيل الشمالي-1 والسيل الشمالي-2. لهذا كان لا بدّ من منعهما من ذلك، ولو كان ذلك بأيّ ثمن. من الناحية الجيوسياسية، فالكيان الذي لديه الدافع لوقف هذه الصفقة يخشى من لعنة تحالف محتمل في الأفق بين ألمانيا وروسيا والصين.
إذا ما أردنا أن نكون مختصرين، فلدى واشنطن مصلحة في تفجير خطوط الأنابيب متمثلة بأمرين رئيسيين، الأول: أنّ هذه التفجيرات تأتي وسط التصعيد العسكري من قبل الناتو ضدّ روسيا في أوكرانيا، وهو الأمر الذي قد يساعد الناتو في تغذية المزيد من البروباغندا المعادية للروس. الثاني: أنّ الولايات المتحدة تسعى لفصل أوروبا عن روسيا، وجعلها معتمدة على واردات الغاز الطبيعي المسال الأمريكي كبديل عن الغاز الروسي، فالبعض يرى أنّ الأمريكيين كانوا يريدون تحقيق هذه النتيجة بشكل مسبق عبر الحرب في أوكرانيا، فهي ستسمح بوضع أوروبا تحت سيطرة الولايات المتحدة بشكل أكبر، وهو الهدف الذي بدأت ملامحه تظهر بشكل واضح للعلن في السنوات الأخيرة.
إنّ نظرة إلى تاريخ الولايات المتحدة وخطوط الأنابيب تجعلنا نفهم ذلك بشكل أكبر. في 2018 اندلع صراع مرير بين الإدارة الأمريكية وبرلين، حيث فرض الأمريكيون عقوبات على صادرات السيارات الألمانية إلى أمريكا، وطالبوا برلين بإغلاق السيل الشمالي-2. في شباط 2022، مع تصعيد التهديد ضدّ روسيا في أوكرانيا، دعا الرئيس الأمريكي المستشار الألماني أولاف شولتز إلى واشنطن للتباحث. وخلال مؤتمر صحفي بين بايدن وشولتز، تعهد بايدن بتدمير خطّ أنابيب السيل الشمالي-2. قال بايدن: «إن غزت روسيا أوكرانيا لن يكون هناك السيل الشمالي-2. سنقوم بإنهائه. وعندما تمّ سؤاله عن الكيفية التي سيقوم بها بذلك، فالسيل الشمالي مملوك ليس فقط لروسيا بل لحلفاء الأمريكيين في الناتو: ألمانيا وفرنسا وهولندا. رفض بايدن الإجابة، وقال بشكل بسيط: «أضمن لك بأننا قادرون على فعل ذلك».
إنّ إمكانية إجراء تحقيق «محايد» في مثل هذا العمل التخريبي الضخم بالتنسيق مع الناتو أمر شبه مستحيل. سيتمّ العثور بالتأكيد على شظايا من المتفجرات والطائرات بدون طيار تحت الماء، والتي استخدمت في العملية، لكن العبث سيطال الأدلّة. الأصابع موجهة بالفعل تجاه الأطلسيين، ما يتركنا أمام فرضيات عمل منطقية. هذه الفرضية سليمة بشكل بارز ويبدو أنّها تستند إلى معلومات من مصادر المخابرات الروسية. بالطبع لدى موسكو فكرة جيدة عمّا يحدث «تعمل الأقمار الصناعية والمراقبة الإلكترونية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع»، لكن من غير المتوقع أن يعلنوا عن ذلك.
تركز الفرضيات على قوات البحرية البولندية، والقوات الخاصة باعتبارهم الجناة الحسيون، وهو الأمر المعقول جداً الذي تؤكده الوقائع العسكرية على الأرض. المساعدة من الجيوش الدنماركية والسويدية أمر لا مفرّ منه، فالحدث ولو أنّه جرى في مياه دولية، فقد كان قريباً جداً من المياه الإقليمية». وربّما تاج هذه الفرضية هو أنّ الوحيد القادر على جمع هؤلاء ووضع خطّة عمل لهم هم الأمريكيون.
تبدو هذه الفرضية قويّة، خاصة عندما نسمع من مصدر استخباراتي ألماني رفيع المستوى أنّ المخابرات الألمانية كانت غاضبة بسبب إقصائها من هذه الحلقة. حتّى هذا يبدو منطقياً ومتماشياً مع الخطّة، فمثل هذا العمل إن صحّت الفرضية، يعني بأنّها عملية موجهة ضدّ الألمان، وبالتالي تحمل إمكانية زرع شقاق داخل الناتو.

موافقة الأمريكيين والممر البولندي

لا بدّ أن يوافق الأمريكيون على كامل العملية، وأن يتمّ وسمها بعلامة فرّق تسد. إنّ هذه العملية هي بمثابة إعلان حرب ضدّ ألمانيا، وضدّ الشركات والمواطنين في الاتحاد الأوروبي– وليس ضدّ الآلة التابعة في بروكسل. فإن كنّا نبتغي أن نكون واقعيين، فالأمريكيون هم من يديرون المفوضية الأوروبية في بروكسل، والمفوضية ليست أكثر من خادم متواضع لرأس المال المالي المرتبط بالولايات المتحدة بشكل لا يمكن فصمه. لا عجب أنّ الألمان صامتون، وأنّ لا شيء جوهرياً قد صدر عنهم بعد.
يمكننا أن ننظر إلى الثرثرة المتبجحة عبر تغريدة وزير الدفاع البولندي السابق راديك سيكورسكي: «شكراً الولايات المتحدة... الآن ما قيمته 20 مليار دولار من الخردة تقبع في قاع البحر، وهي تكلفة أخرى تتكبدها روسيا...». لكن لماذا تكون بولندا الضعيفة في مقدمة هذا العمل؟ هناك الكثير من الأسباب الداخلية المعقدة التي تدفع بولندا للقيام بذلك، أقلّها رهاب روسيا، ولكن أهمّها: الاشتراك في خطّة محكمة لمهاجمة ألمانيا مبنيّة على الاستياء المكبوت– بما في ذلك المطالبات الجديدة بتعويضات عن الحرب العالمية الثانية.
علاوة على ذلك، النخبة البولندية خائفة حدّ الرعب من قرار التعبئة الجزئية الروسي، والمرحلة الجديدة من العملية العسكرية الخاصة، والتي ستتحول عمّا قريب إلى عمليّة مكافحة إرهاب. ستنتقل ساحة المعارك الأوكرانيّة غرباً، ومن المؤكد أنّه سيتمّ تحطيم شبكات الكهرباء والتدفئة الأوكرانية. سيحاول ملايين اللاجئين الجدد في غرب أوكرانيا العبور إلى بولندا. كما أنّه يوجد في الوقت ذاته شعور «بالنصر» متمثّل بالافتتاح الجزئي «لأنبوب البلطيق» في شمال غرب بولندا، والذي تزامن تقريباً مع عمليّة التخريب.

1090-14

بالحديث عن التوقيت، ستنقل أنابيب البلطيق الغاز من النرويج إلى بولندا عبر الدنمارك. السعة القصوى 10 مليار متر مكعب فقط، والتي يصدف أن تكون أقلّ بعشر مرات من الحجم الذي يتمّ نقله في كلّ من السيل الشمالي 1 و2. لهذا فأنبوب البلطيق قد يكون مفيداً لبولندا، ولكنّه لا يحمل أيّة قيمة بالنسبة لبقيّة الزبائن الأوروبيين.
في هذه الأثناء، يزداد ضباب الحرب كثافة مع مرور الوقت. وقد تمّ بالفعل توثيق أنّ مروحيات أمريكية كانت تحلّق فوق نقاط التخريب قبل أيام قليلة فقط، وأنّ سفينة «بحثية» بريطانية كانت تتسكع في المياه الدنماركية منذ منتصف أيلول. قام الناتو بالتغريد عن اختبار «أنظمة جديدة غير مأهولة في البحر» في نفس يوم التخريب. ناهيك عن أنّ صحيفة دير شبيغل قد نشرت مؤخراً تقريراً مذهلاً بعنوان «المخابرات الأمريكية المركزية تحذّر الحكومة الألمانية من هجمات على خطوط الأنابيب في بحر البلطيق»، ربّما بمثابة لعبة ذكية لإنكار مسبق عن الضلوع في المسألة.
كانت وزارة الخارجية الروسية حادّة كالشفرة عندما قالت: «وقع الحادث في منطقة تسيطر عيها المخابرات الأمريكية». كان البيت الأبيض مجبراً على «إيضاح» أنّ الرئيس جو بايدن لم يكن يقصد في الفيديو الذي انتشر من شباط بشكل كبير جداً، بأنّه سيدمّر السيل الشمالي-2. لقد وعد بأنّه «لن يسمح» له بالعمل. أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية بأنّ الفكرة القائلة بتورّط الولايات المتحدة «غير معقولة».
تُرك الأمر للمتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، لتقديم جرعة جيدة من الوقائع: لقد شكّل الضرر الذي لحق بخطوط الأنابيب «مشكلة كبيرة» بالنسبة لروسيا، فهي تخسر بشكل رئيسي مسارب توريد الغاز إلى أوروبا. كان كلا مساري خطّ السيل الشمالي-2 مليئين بالغاز، وكانا جاهزين لتسليمها إلى أوروبا. هذا اعتراف ضمني من بيسكوف بأنّ المفاوضات مع ألمانيا كانت جارية. أضاف بيسكوف: «هذا الغاز باهظ الكلفة جداً، والآن ذهب بأكمله إلى الهواء». ثمّ شدد من جديد بأنّه لا روسيا ولا أوروبا لديها شيء تكسبه من التخريب، وخاصة الجانب الألماني.

هجوم جزئي ضمنّ خطّة أكبر

الآن لنمضِ إلى الصورة الأكبر. إرهاب خطّ الأنابيب هو هجوم جزئي ضمن خطّة أكبر، هدفه تصعيد الانقسام الروسي الألماني إلى مستوياته النهائية التي لا عودة عنها. يمكن تسمية هذا الهجوم «بالشتراوسي». ليو شتراوس هو فيلسوف يهودي ألماني درّس في جامعة شيكاغو، وهو أصل ما بات يُعرف لاحقاً– بطريقة ملتوية للغاية– باسم مبدأ وولفويتز، الذي كُتب في عام 1992 تحت مسمى «إرشادات التخطيط الدفاعي»، والذي حدد «مهمّة أمريكا في حقبة ما بعد الحرب الباردة».
يذهب مبدأ أو عقيدة وولفويتز مباشرة إلى الهدف: أي منافس محتمل للهيمنة الأمريكية، وخاصة «الدول الصناعية المتقدمة» مثل ألمانيا واليابان، يجب تحطيمها. لا يجب أن يتمّ السماح لأوروبا بأن تمارس سيادتها الخاصة: «يجب أن نكون حريصين على منع ظهور نظام أمني أوروبي خالص من شأنه تقويض الناتو، ولا سيما هيكله القيادي العسكري المتكامل».
إذا ما تقدمنا بسرعة إلى «قانون الإعارة والدفاع عن الديمقراطية في أوكرانيا»، الذي تمّ اعتماده منذ خمسة أشهر فقط، فهو ينصّ على أنّ كييف تحصل على «خدمات دون مقابل» عندما يتعلق الأمر بجميع آليات التحكم العسكري. جميع الأسلحة باهظة الثمن يتمّ إعارتها من الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي ليتمّ إرسالها إلى أوكرانيا. المشكلة أنّه وبغضّ النظر عمّا يحدث في ميدان المعركة، في نهاية المطاف سيتعيّن على الاتحاد الأوروبي أن يدفع الفواتير.
إنّ وزير الخارجية الأمريكي ووكيلة الوزارة فيكتوريا نولاند هما شتراوسيان، وقد تمّ إطلاقهما بشكل كلي مستفيدين من الفراغ الموجود في البيت الأبيض. الواقع يقول بأنّ هناك ثلاثة مراكز قوى مختلفة ومنقسمة في واشنطن. بالنسبة للشتراوسيين، فعملية صارمة توحد النخب الأمريكية- وبالتالي الحزبين وممثليهما- هي أمر فائق الأهمية، وهي هذه المرّة: تدمير ألمانيا.
إن أردنا صياغة فرضيّة عمل جادة حول ما حدث، فهي أنّ هؤلاء يقفون خلف إعطاء الأمر بتنفيذ إرهاب خطّ الأنابيب. وهذا بالرغم من نفي البنتاغون بشدّة تورّطه في التخريب. وتقسم مصادر منشقّة عن شركة بيلتواي أنّ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ليست جزءاً من هذه اللعبة أيضاً.
البرابرة ليسوا على الأسوار بل في الداخل
يواجه ملايين العمال في أوروبا احتمال التجمّد هذا الشتاء، مع ارتفاع أسعار الغاز عشرة أضعاف، حيث سيصبح الغاز الأمريكي المسال بديلاً للغاز الروسي زهيد الثمن المنقول بالأنابيب. أشارت وول ستريت جورنال إلى أنّ شركات الصلب والكيماويات الأوروبية وغيرها من الشركات «تحوّل عملياتها إلى الولايات المتحدة، تجتذبها أسعار الطاقة الأكثر استقراراً والدعم الحكومي القوي».
الإمبرياليون الأوروبيون موافقون على ذلك، طالما أنّ الحرب هي ذريعة لمواصلة تحويل مليارات اليوروهات لإعادة التسلح. تهدف البرجوازية الألمانية على وجه الخصوص– بعد خسارتها حربين عالميتين– إلى الظهور مرة أخرى كقوة عسكرية رائدة في أوروبا. دعا شولز ألمانيا إلى «أن تصبح حجز الزاوية للدفاع التقليدي في أوروبا، وأن تكون القوة الأفضل تجهيزاً في أوروبا».
من الأكثر مصداقية تفسير إرهاب خطّ الأنابيب ليس كعمل من أعمال الانتحار الاقتصادي والسياسي من قبل روسيا، بل بوصفه إشارة أرسلتها واشنطن إلى «حلفائها» في الاتحاد الأوروبي مضمونها: نعم يمكنكم إعادة التسلح، ولكن طاقتكم وسياساتكم العسكرية ستكون وفقاً لشروطنا.
على رقعة الشطرنج الكبرى، حددت قمّة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند في أوزبكستان قبل فترة قصيرة، إطار عمل العالم متعدد الأقطاب في المستقبل. لنربطها باستفتاءات الاستقلال في الجمهوريات الأربع التي أعلن الرئيس فلاديمير بوتين رسمياً عن أنّها أصبحت جزءاً من روسيا. مع إغلاق الفرصة بشكل سريع لقيام كييف باختراق سريع قبل أولى موجات الشتاء البارد، والتعبئة الروسية الجزئية التي ستدخل قريباً وزيادة الذعر الغربي، سيحمل إرهاب خطّ الأنابيب على الأقل «علامة» على ترسيخ نصر تكتيكي لصالح الشتراوسيين: الانفصال المميت لألمانيا عن روسيا.
بالرغم من ذلك، فمن الحتمي أن نشهد ردّ فعل بمفعول رجعي– ولو بطرق غير متوقعة، وذلك بالرغم من تزايد تحوّل أوروبا إلى «الأوكرنة» أو حتّى «البَوَلندة»: أي إلى فاشيّة في الجوهر، ودمية تحركها الولايات المتحدة بشكل مفترس، وليس كشريك. قلّة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي الذين ينجون من غسيل الدماغ بما يكفي لفهم الكيفية التي يتمّ فيها إعداد أوروبا للسقوط النهائي.
لن تلين جهود الحرب التي يشنّها هؤلاء الشتراوسيين المتغلغلين في دولة النخب العميقة، سواء أكانوا من المحافظين أو النيوليبراليين على حدّ سواء. إنّها حرب ضدّ روسيا والصين وألمانيا وبقيّة قوى أوراسيا. لقد سقطت ألمانيا للتو. تراقب الصين ما يجري حالياً بحذر. وروسيا لن تسمح بأن يتمّ ترهيبها، ولهذا تستعدّ بترسانتها فرط الصوتية والنووية. كتب الشاعر الكبير سي. بي. كافافي في مؤلفه: «بانتظار البرابرة»: «والآن ما الذي سيحلّ بنا دون أيّ برابرة؟ كان هؤلاء هم الحل بشكل أو بآخر». البرابرة ليسوا على الأسوار بعد اليوم، بل هم مستوطنون في الداخل.

بتصرّف عن:
Who profits from Pipeline Terror?
The bombing of the Nord Stream pipeline: Who benefits?

معلومات إضافية

العدد رقم:
1090