لماذا لن ينهار اقتصاد روسيا؟
تحت هذا العنوان، فنَّد الباحث الاقتصادي الفرنسي، تشارلز ويبلوسز*، ومن موقعه كمؤيد للعقوبات ضد روسيا، الأسباب التي لن تؤدي من وجهة نظره إلى انهيار الاقتصاد الروسي في المدى المنظور، وفيما يلي تستعرض «قاسيون» جزءاً من مقاله المنشور على موقع «Project Syndicate» الأمريكي:
اقتصاد روسيا لا يوشك على الانهيارــ على الأقل ليس بعد. والموقف اليوم يختلف تماماً عن الحال في عام 1998، عندما كانت روسيا تعاني من عجز مالي وعجز في الحساب الجاري، وبحاجة إلى أن تقترض بكثافة بالعملات الأجنبية. وهذا يعني أن قيمة الروبل كانت في انخفاض مع ارتفاع الديون المستحقة على روسيا. وفي نهاية المطاف أصبح العجز عن السداد حتمياً.
لكن على النقيض من ذلك، كانت روسيا في السنوات الأخيرة تتمتع بفائض كبير في الميزانية، وكانت الديون العامة أقل من 20% من الناتج المحلي الإجمالي. صحيح أن الدخل من النفط والغاز، والذي يمثل القسم الأعظم من عائدات الحكومة، انخفض إلى النصف عندما يقاس بالدولار. ولكن العملة الروسية انخفضت بالنسبة نفسها تقريباً، وهذا يعني أن دخل الحكومة بالروبل يظل بلا تغيير تقريباً.
وعلى نحو مماثل، كان ميزان الحساب الجاري في روسيا في فائض أغلب السنوات الأخيرة. ولا يتجاوز إجمالي الدين العام والخاص الخارجي 40% من الناتج المحلي الإجمالي، وقسم كبير منه مقوم بالروبل. والواقع أن الانحدار الحاد في الدخل من الصادرات يعمل على تغيير الموقف بشكل سريع، ولكن روسيا تبدأ من موقف مريح. والذعر سابق لأوانه كثيراً.
لا شيء من هذا يعني أن الغرب لابد أن ينحني ويتخلى عن مبادئه. ولكنه يعني أن الوقت قد حان لكي يتبنى الغرب نهجاً دبلوماسياً لا يعتمد على احتمالات الانهيار الاقتصادي في روسيا.
*أستاذ اقتصاد دولي، ومدير المركز الدولي للدراسات النقدية والمصرفية في المعهد العالي للدراسات الدولية في جنيف.