من يوسف بن يعقوب وبقراته السبع إلى الحكومة العالمية الجديدة  (2)
أمل زكي أمل زكي

من يوسف بن يعقوب وبقراته السبع إلى الحكومة العالمية الجديدة (2)

استمر اليهود-الذين أجيز لهم بخلاف المسيحيين والمسلمين ىخذ الربح من الشعوب الأخرى-بالإلتفاف على تحريم الربح في الخفاء حتى نهاية الألفية الأولى، واستولوا في أوروبا المسيحية، على المنطقة الرمادية، التي هي القرض بفائدة (الربا)، ولهذا فقد احتقروا لأنهم «غير طاهرين» لكنهم تمتعوا في المقابل بفائق الاحترام لخدماتهم الجليلة التي لا يستغنى عنها. وكان لمن لا يحصل على قرض من أبناء جلدته، أن يحصل عليه بشكل شبه شرعي مقابل «الربا» لدى دائني النقود اليهود. 

تمت هذه التجارة غالباً في إطار اقتصاد المنتجات الطبيعية حتى القرن الحادي عشر، دون تداول المبالغ الطائلة. لكن سيولة النقود والقروض المترتبة عليها، بدأت تلعب دوراً، تزايدت أهميته بنهاية العصور الوسطى، مع إنتعاش الاقتصاد، وتطور أدوات العمل والتقنيات الجديدة في الزراعة والإنتاج. مما قذف بالأقلية اليهودية - الفعّالة تقليدياً في المنطقة المحرمة على حافة المجتمع - لتلعب الدور المركزي في الحياة الاقتصادية. ووضع ممثلي المسيحية من التجار على أحر من الجمر.

وفى الحال ظهر المرابون الكاثوليك على الساحة رغم كل التحديات، وهنا يؤكد «جاك لوغوف» (الحق أن تقديس فقر الفقراء في عصر القديس «فرانسيسكو دي أسيس»  Franz von Assisi أنتهى، وبدأ احتقار الفقراء في العصور الوسطى، ولاح الربا وسيلة للرقي الاجتماعي، وما كان بالإمكان كبح جماحه إلا بالشبح المرعب لنار الجحيم). لم يأل القانونيون والمتكلمون جهداً في البرهان على عار المرابي وعذاب الجحيم الذي يتهدده. ووضع المرابي على سلم الأخلاق بدرجة واحدة مع اللص، وقاطع الطريق، فإنه لم  يكن  فقط  مجرماً، بل أيضاً «آثماً»، فقد كان يثرى على حساب شيء لا يلمس، على حساب الزمن.

فكما يقول «أنسلموس أسقف كانتربرى» Anselm of Canterbury في القرن الحادي عشر (لا يعطي المرابي للمقترض، ما يملكه هو، إنما يُقرضه الزمن الذي هو ملك للرب. فلا يجوز له أن يكسب من دين ملك الغرباء). علاوة على ذلك «فإن الربح القائم على سرقة الزمن يشجع على التفاوت والتباين ويخالف الطبيعة». وحسب  «توما الإكويني» تعقيباً على «أرسطو»: يحرم الربح لأن (المال لايتناسل)، ويتابع «توما» أن المال (وجد لإبرام المقايضات، ولهذا لايجوز نيل المكافأة على استعمال المال المدين، و التي  يسمونها ربحاً).....

ككثير من المؤامرات، تتحلى المؤامرة المالية بسمات تجديدية، سمات تطورية، فنظراً إلى حركة النقل المطردة، والتطور   الاقتصادي المتنامي، يتطلب نهر المال أيضاً مزيداً من التسارع، ويستغل أكثر فأكثر كلما أدر مزيداً من الربح. إنّ بعثات الغزو والنهب، التي زينت بطلاء «الحملات الصليبية» تتطلب رأس المال، ولهذا، فليس من قبيل المصادفة أن تكون طائفة فرسان المعبد التي أسسها «هوجو دي باين» عام 1117 في القدس المحتلة، من اكتشف مخرجاً من مأزق «بطلان المرابحة» وعذاب الجحيم. فبالإضافة إلى الشيكات وبطاقات القرض، ابتدع الفرسان الأتقياء الرهن «خالي الربح»، حيث تقاضوا حصصا من الفائدة على الإيجار والغلال.

هذا الالتفاف المشبع بالخديعة على حظر الربح، جعل من طائفة فرسان المعبد fratres militiae templi مؤسسة مالية احتكارية متعددة الجنسيات، خلال فترة وجيزة، يمتد نفوذها على مجمل أوروبا والشرق الأوسط. لم يعد في مستطاع ملك أو أمير أو رئيس دير أن يتصرف دون أموال الفرسان Knights Templar. وبهذا فلم يخضع فرسان المعبد أصحاب النفوذ فقط لسيطرتهم، بل أخضعوا العاملين في مجال التجارة أيضاً، بتغطيتهم لصفقاتهم المالية العالمية.

لكن جاء الموت للأثرياء. فقد قضى المجمع البابوى على البدعة المالية المتقنة المصطفاه لطائفة المعبد الاحتكارية، ذات المكانة المرموقة، ووضعت الرهن على قدم المساواة مع الربا، وبأمر من ملك فرنسا فيليب الرابع أعتقلت لجنة التفتيش كبار الطائفة في يوم الجمعة 13 أكتوبر 1307 بحجج واهية. واقتحم المتعاملون المثارون معبدهم الباريسي «وول ستريت» العصور الوسطى المتقدمة. وهكذا قوضت أولى الاحتكارات المالية الفعالة عالميا. التي كانت حجر الأساس ل Global Play حتى يومنا هذا.

إلا أن ديناميك الربح استعاد قوته التفجيرية الاجتماعية في أقل من مائة عام، فإن قصة نجاح أصحاب المعبد لم تبق دون أثر حتى بعد حلها رسمياً.

انتظم أوائل مقرضي المال المسيحيون، الذين تعلموا من الفرسان الأشقياء استغلال أو «سرقة الزمن»، وتحويله منبعاً لنهل القيمة، في المدن الإيطالية، التي لم تكن ترى في الفاتيكان مخولاً عالمياً بإعطاء التعليمات في الشؤون الاقتصادية، بل منافساً محليا. ورغم صرخات التنديد التي أطلقها المصلح الدينى «مارتن لوثر» ضد المتربحين، ووصفهم بأنهم «الرجل الذئب» مصاص الدماء. إلا أن الأمر لم يدم طويلاً حتى تشكل «بيت فوجر للتجارة» (لعائلة فوجر الغنية) بمدينة «أوجزبورج» الألمانية Fugger in Augsburg، الذي صار اتحاد احتكارات مصرفية ضخمة، برعاية رجل الدين الكاثوليكي «د.يوهنز إك» Johannes Eck، بعد أن خصه «إك» عام 1515 ببشرى مفادها أن ربحاً بمقدار 5 % في السنة يتوافق مع مشيئة السماء!!  وبهذا ختم «إك» على الربح المبالغ فيه فقط بختم الربا، ولم يعد على أحد من المرابين «التوابين» أن يخشى على شقاء روحه باللعنة الدامغة للنبي «حزقيال».

(وَأَقْرَضَ بِالرِّبَا وَأَخَذَ رِبْحاً حَرَاماً، أَفَيَحْيَا؟ إِنَّهُ لاَ يَحْيَا! لأَنَّهُ اقْتَرَفَ جَمِيعَ هَذِهِ الْمُوبِقَاتِ فَإِنَّهُ حَتْماً يَمُوتُ، وَيَكُونُ دَمُهُ عَلَى رَأْسِهِ. حزقيال 18/13.

ليس من قبيل المصادفة أن تكون المجموعتان، اللتان مازالتا حتى اليوم في مركز كثير من نظريات المؤامرة، هما ذاتهما اللتان أخذتا دور البطولة في مؤامرة المال بنهايات العصور الوسطى (اليهود وفرسان المعبد). ظهر مايسمى «بالعداء للسامية»، التي ختمت على اليهود بختم «قتلة المسيح» وجعلت منهم         محوراً للحقد، أول ما ظهرت في زمن الحملات الصليبية التي بدأت عام 1096. حيث بدأ فرسان المعبد بالعمل على رفع احتراف عملهم المالي على أنقاض الفعاليات المالية اليهودية في الأطراف. تماماً كما تركزت أطماع النازيين الألمان، بعد نحو 800 سنة من تلك الحملات، ليس على نظام البنوك        عموماً بل على رأس المال اليهودي  تحديداً، حين رفع الألمان شعارهم «الموت للعبودية للفائدة» ففرسان المعبد والقطعان المسلحة لغوغاء الحملات الصليبية، تألبوا على اليهود ليس لأسباب توراتية لاهوتية، إنما لأسباب أخرى. فاليهود كانوا المنافسين الوحيدين في سوق منتعشة يدور فيها كل شيء حول كيمياء النقود المعقدة، والفن العالمي لزيادة رأس المال».

وستغدو موائد الصرافين (Banco)- الذين يقرضون النقود مقابل الفائدة باسم الرب، رغم أنف البابا الساخط، مرادفاً لبيوت المال، وستغدو المصارف المنيفة، التي تذكر بالمعابد، وكذلك بالمذابح والأقداس الغابرة - تحتفي بحرفة المال التي صعدت من نفايات المجاري، وأخذت مكانة سامية لنفسها.  لتبرهن في الآن ذاته، على قيام طقوس سحرية حقيقية في معابدها. وظلت أساساتها السحرية هي ذاتها منذ القرون الوسطى المتأخرة، حتى نشوء نظام البنوك الحديثة. وفي الشعار الأمريكي للقرن العشرين Time is Money(الوقت من ذهب) نلتمس أيضاً آثار «سرقة الزمن» التي حرمها المتكلمون معتبرينها   إثماً عظيماً. 

وليس مصادفة أن يطلق على البنك المركزي لعالم اليوم  «Federal Reserve Bank» (FED) في الولايات المتحدة الأمريكية لقب «المعبد»، وأن يتحدث كباره، حديث الكهنة المبهم. فقد اشتهرت مقولة ل (آلان جرينسبان) «إنني لم أعبر بدقة كافية، إذا كنتم قد فهمتموني!!».

آلان جرينسبان والمغامرة في عالم جديد

وبمناسبة ما ذكره (ماتياس بروكرز) عن الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (آلان جرينسبان)، لابد من الإشارة إلى أن هذا البنك لايخضع للحكومة الأمريكية، وأن المسيطرين عليه هم كبار العائلات المالية اليهودية وعلى رأسها عائلة «روتشيلد». وأن رؤساء هذا البنك هم من كبار رجال المال اليهود، مثل (آلان جرينسبان) الذي شغل هذا المنصب من 11 أغسطس 1987 وحتى 31 يناير 2006، فهو يهودي أمريكي من مواليد نيويورك عام 1926، وإبن لعائلة يهودية من أصل مجري هاجرت للولايات المتحدة. وقد أقيمت ضده دعوى قضائية عام 2001 للاشتباه في تورطه في المضاربة بأسعار الذهب، مثله في ذلك مثل اليهودي الفرنسي «دومنيك شتراوس كان»، رئيس صندوق النقد الدولي السابق، الذي أطيح به بفضيحة جنسية في مايو 2011، قبل أن يبيع الذهب المسروق من خزائن البنوك المركزية لدول الربيع العربى لأنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا الإتحادية!

أما (بن شالوم برناكي) خليفة «جرينسبان»، فهو يهودي أمريكي أيضاً من مواليد مدينة أوغسطا-جورجيا عام 1953 وإبن لإسرة يهودية هاجرت من شرق بولندا للولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية. وقد تولى رئاسة البنك الفيدرالي الأمريكي منذ فبراير 2006 وحتى الآن. وأيضاً (دومينك شتراوس  كوهين )، الذي تولى رئاسة صندوق النقد الدولي من 2007 -2011، إبن لأسرة يهودية عاشت في المغرب تحت الانتداب الفرنسي حتى عام 1960، ثم عاد لفرنسا، وانضم للحزب الإشتراكي الفرنسي! وبذل قصارى جهده داخل الحزب وخارجة لدعم دولة بني إسرائيل، ودعم الصهيونية العالمية، خلفته (كريستين لاجارد)، وهي ليست فقط أول امرأة تتولى رئاسة الصندوق، بل أو شخصية غير يهودية تتولى هذا المنصب.

فى يناير 2006 ذكرت قناة «جلوبال آي نت نيوز» في برلين الآتي عن «آلان جرينسبان»:

(بعد 18 عاما في الخدمة، ترك (آلان جرينسبان) أقوى مصرّفي طوارئ وأزمات في العالم، منصبه.  بعد بلوغة 79 عاماً. حين كان الرئيس الأسطورة للبنك المركزي الفيدرالي الأمريكي يقف أمام الميكروفون، لم تكن أنفاس المصرفيين وكبار الاقتصاديين، وتجار العملة، والمسؤولين والمستثمرين الصغار تتوقف، بل أيضاً أنفاس قادة الدول. وفي كل مرة عندما كان محرك النظام المالي العالمي يعرب عن رأيه، كانت إبرة مؤشر الزلازل الاقتصادية لمقياس ريختر للعولمة المالية تهتز).

في الحقيقة لم يكن «آلان جرينسبان» أقوى مصرّفي طوارئ وأزمات، بل أقوى مخطط للأزمات العالمية. ولم يترك الخدمة أبداً، فقد ظل يخدم النظام المالي العالي ويصنع له الأزمات، لإفلاس دول على حساب الأخرى، وإفلاس شركات كبرى لحساب النخب المالية العالمية، فبعد تركه لمنصبه، عمل مستشاراً للبنك المركزي الألماني في 13 أغسطس 2007، ثم أصبح مستشاراً لشركة «بولسن» وشركاه لصناديق التحوط والمحافظ الوقائية (5) في يناير 2008Paulson & Co. Hedge-Fonds . ومع أن اسم هذا النوع من الصناديق يوحي بأنها تهدف إلى تقليل المخاطر، لكن الواقع أنها تهدف إلى تحقيق أقصى ربح ممكن للمستثمرين فيها. والاسم ليس إلا بقايا لدور تاريخي انتهى عمره الافتراضي. ففلسفة الصندوق تقوم على ضمان تحقيق أقصى ربح، بصرف النظر عما يحدثه ذلك من تقلبات في الأسواق العالمية. فليست هناك أية قيود على مديري هذه الصناديق من الجهات المنظمة. وهذا من الأمور التي تؤخذ عليها، وتضعها موضع الشك والريبة. ويبلغ عدد هذه الصناديق التي ظهرت فكرتها في «وول ستريت» في أربعينيات القرن الماضي ثمانية آلاف صندوق تجوب شتى أسواق العالم (ويكيبديا العربية).

في خضم المعارك المالية الضارية، التي امتلئت بها حياة «جرينسبان» استطاع الرجل أن يؤلف ويصدر كتابه   The Age of  Turbulence: Adventures in a New World (عصر الاضطراب – مغامرات في عالم جديد) في 17 سبتمبر 2007، الذي ترجمه للعربية أحمد محمود، ونشرته دار الشروق بالقاهرة في 9/9/2008. ولم يقرأه إلا القليل من المفكرين والاقتصاديين العرب. ولم يدرك خطورة محتواه سوى عدد أقل منهم. فالكاتب كان على علم بتلك بالاضطرابات، التي نظمتها النخب المالية العالمية في العالم أجمع، بما فيها تسونامي الربيع العربي، وعلى وعي كامل أنهم يدخلون مغامرة غير محسوبة العواقب، في عالم جديد تتشكل أبعاده، يقاتلون من أجله بكل ما أتوا به من قوة ومال وميليشات مسلحة وتزييف إعلامي ليدشنوا قواعده.

فمن أشهر ماقاله جرينسبان في 22/2/2002 في اجتماع لحل الأزمة، بعد إفلاس مؤسسة «إنرون»  للطاقة في ديسمبر 2001، وهي واحدة من أكبر مؤسسات الطاقة الأمريكية، تلك العبارة التي تداولتها وسائل الإعلام مراراً (الرأسمالية لم تعد تعمل) Capitalism is not working  أو لم تعد تصلح.

تُرى هل كان هذا اللاعب المحنك في فريق العولمة، يقصد بتلك العبارة أن الرأسمالية تنهار بالمعنى الكامل للانهيار، لأنها لم تعد تصلح، أم كان يقصد أن النظام الرأسمالي العالمي يعيش عصر اضطراب، وإعادة هيكلة عبر مغامرة جديدة يدخلها، تدفع الدم في عروقه، وتعيد إحياءه ولكن في شكل جديد، ووفق قواعد جديدة للعبة، وهو ماجاء في كتابه (عصر الاضطراب _  مغامرات في عالم جديد)  

إن المؤسسات والبنوك المالية التي تدير وتتحكم في خيوط المال بعالمنا المعاصر، وتهندس الأزمات وعمليات الإفلاس، والركود والحروب والثورات لإعادة هيكلة الاقتصاد العالمي، لم تعد حكراً على بارونات البنوك والربا والقروض اليهود في العالم المتقدم! بل أصبح يديرها ذلك الحلف الجديد - القديم لبارونات المال اليهود، وفرسان المعبد، المتمثل في «جماعة المستنيرين»  illuminati التي أسسها اليسوعى السابق، أستاذ الفلسفة واللاهوت «آدم فايز هاوبت» Johann Adam Weishaupt  في الأول من مايو عام 1776 بمدينة إنجول شتات الألمانية Ingolstadt. والتي لاتزال تلعب دورها في عالمنا المعاصر لتقويض الحكومات والدول القومية، والسيطرة على العالم. وقد انضم إليها فريق جديد، هو التيار الإسلامي، الذي يحاول السيطرة على السلطة في الشرق الأوسط. 

سنتابع في الجزء الثاني لهذه الدراسة تاريخ ودور جماعة المستنيرين، التي أدرك واحد من أهم كوادرها وهو «آلان جرينسبان» أن الرأسمالية بشكلها الحالي لم تعد قادره على الاستمرار، فهلل الاشتراكيون والليبراليون العرب،   تصوراً منهم أن الثورات والمظاهرات التي تجتاح العالم الآن تنبئ بقدوم نظام أكثر عدلاً للناس، فأسهموا دون وعي منهم، في إسقاط رأسمالياتهم العربية، التي صعدت وتوحشت في السنوات العشر الأخيرة، وكادت أن تشكل كتلة عربية اقتصادية قوية فيما بينها، أمام رأسماليات غربية شاخت، وأصبحت عاجزة عن حل مشكلاتها الداخلية والخارجية. وآن أوان سقوطها.  غير مدركين أن ما تقوم به عصابات المال العالمية، وكوادر جماعة المستنيرين من أمثال «آلان جرينسبان»، هو التخلص من تلك الرأسماليات العربية المتوحشة الصاعدة، في زمن أفل فيه نجم الرأسماليات القومية الأوروبية. لإعادة هيكلة وتقسيم للعمل الدولي لحماية الرأسمالية العالمية فوق القومية من السقوط، وحماية الثروة العالمية المتمركزة في يد حفنة من النخب المالية العالمية الغربية من فقدان قوتها وقدرتها على السيطرة، وبناء الحكومة العالمية الجديدة، للسيطرة  على العالم.

فهل سقوط الرأسماليات العربية جاء لمصلحتنا، وهل اندماجنا في العولمة وحكومتها العالمية الجديدة أمر حتمي لامفر منه. وهل الحكام الجدد في الدول العربية يمثلون الشعب، أم يمثلون الطبقة الرأسمالية أم ينفذون سياسات العولمة. وهل لايزال بوسعنا تفادي ذلك المصير بالتعاون مع دول أخرى في العالم ترفض هي الأخرى الإندماج في العولمة. وهل ستنجح مغامرة «آلان جرينسبان» في إعادة تشكيل العالم، أسئلة كثيرة، هي روؤس موضوعات، أترككم ، تفكرون فيها، حتى الحلقة القادمة.

■■

1- راجع مقال «من يقف وراء جوليان أسانج مؤسس ويكيلكس في الصراع الدائر بين الديمقراطيين والجمهوريين»

2-Henry Kissinger: «If You Can›t Hear the Drums of War You Must Be Deaf

http://www.dailysquib.co.uk/index.php?news=3089

خطة أمريكية لتولي7 دول عربية ومن لايسمع طبول الحرب العالمية الثالثة أصم.

http://freedom-ye.com/news14468.html

3- (قرية المصرمة أو مضرم بوادي بيشه بسهول عسير) راجع كتاب «التوراة جاءت من جزيرة العرب» لكمال الصليبي.     

http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=50241&page=2

4- Mathias Bröckers: Verschwörungen, Verschwörungstheorien und die  Geheimnisse des 11.9. Buch, Zweitausendeins Verlag, 2002

5- المحفظة الوقائية: Hedge Fund  -وتدعى أيضاً بصندوق التحوط- وهي صندوق استثمار يستخدم سياسات وأدوات استثمارية متطورة لجني عوائد تفوق متوسط عائد السوق، بدون تحمل نفس مستوى المخاطر. والأدوات التي تستخدمها المحافظ الوقائية هي المشتقات المالية والعقود الآجلة والمقايضات. أما الأساليب المستخدمة لتحقيق تلك السياسات الاستثمارية فهي الرفع المالي والبيع على المكشوف.