نحن العمال «منعرف شو بدنا»
نحنا كشغيلة وعمال اللي كنا نموت عالبطيء، واللي كل واحد فينا مات ألف موتة طول هالسنين الماضية، انبسطنا كتير وقت وقع الحيط اللي كان كاتم عنفسنا ومانع الضو والدفا يفوت على يومنا وروحنا، وبسقوطو صرنا نقدر نقول انو الثورة صار فيها تنتصر. حيقول اللي عم يقرا شو قصدك؟ الثورة انتصرت ومشي الحال - ليكو النظام سقط ونحنا قدام سورية جديدة.
اي صح الثورة انتصرت بأوّل خطواتها، لأنو قدرت تشق أول طريقها، بتعرفوا ليش هيك عم قول؟ لأنو الثورة بالنسبة للعمال والكادحين بتنتصر وقت نشتغل شغل كريم بساعات قليلة ونحصل بتعبنا على كلّ شي بيكفي معيشتنا وبزيد لنطوّر حياتنا وبلدنا، والوقت اللي بزيد معنا نشوف فيه ولادنا ونساعدهم ليكبروا ويوعوا. الثورة بتنتصر وقت يكونوا ولادنا مو مضطرين يتركوا دراستهم أو يهملوها لأنّو مو قدرانين نصرف عليهم، ووقت تكون جامعات الحكومة مجّانية ومستواها أعلى من مستوى جامعات الذوات والخواجات الممهورة بأسماء أجنبية. نحنا ما بهمّنا إذا طلعت أبراج ومجمعات سكنية خارقة للطبيعة، نتصوّر قدامها ونحطها عالفيس لنعوّض الحرمان اللي منحسو. نحنا بدنا بيوت تفوت الشمس عليها، فيها غرف للأولاد نقدر ندفيها، نحنا ما بهمنا السانتافيه والمرسيدس تعبّي الشوارع وتكون بأربع خمس تالاف من الدولارات، نحنا بدنا نبطّل ننطر تحت الجسر أو بسانا ساعتين وثلاثة لنطلع بمكرو لا يصلح للاستخدام البشري أو باص ننحشر فيه متل الغنم. وقت نبطل ننام عرصيف المواساة ناطرين علاج ولادنا، وقت ما يضلّ الدور عالعمليات لخمس شهور، وقت نشوف الأرض عم تنزرع والمعامل عم تدور وعم نصدّر أكتر ما نستورد، وقت نشوف حصتنا من نهر الفرات ودجلة كبيرة وعادلة، وقت نشوف شركاتنا بعمّالها عم تستخرج نفط وغاز أرضنا وبَحْرنا، وقت نبطّل نحتفظ بحقّ الرد ونصير ناكل تفاح الجولان بعد تحريرو، وقت نبطّل نكبّ حمضيات الساحل لأنّو ما عم نصدّرها، أو نعملها عصير ونصدّرها، وقت يبطّل الكبير ياكل الصغير والتجار تاكل تعب الورشات الصغيرة والمتوسطة، وقت ما بنخاف من إصابة العمل أو التقاعد والشيخوخة. الثورة بتنتصر بالنسبة إلنا وقت نقدر نحصل بتعبنا على كلّ احتياجاتنا، مو وقت تطلع مولات جديدة معبّاية بضايع أجنبية ما منقدر نشتريها، ولا وقت تصير البلد نظيفة ما فيها فلتر سيجارة عالأرض بس الناس بالعشوائيات مكدّسة بعلب كبريت ما حدا دريان فيها. الثورة اللي بدنا ياها تكتمل هي اللّي بتخلّي الطبقات الضعيفة تصير قويّة، واللي بتخلّي الفقير غني بس مو على حساب استغلال غيرو، واللي بتكون فيها الدولة أقوى من السوق، واقتصادها أقوى من اقتصاد رؤوس الأموال الخاصة، واللي هيّ تمشِّي السوق مو السوق هوّ يمشيها؛ دولة تقدر تعالج الأزمات وتصدّ أيّ خطر عليها وعلى شعبها، وتعمل نموّ مستدام وعالي، وتخلق أوسع عدالة، وتحفظ حريات الكلّ وتخلّي القانون يميل لإنصاف أصحاب الحق.
المطالب اللّي تحرّكت الناس كرمالها بـ 2011 وملخّصها خبز وكرامة وحرّية، واللي مرقت بأطوار ومراحل كتيرة، هي مطالب لساتها موجودة وما تغيّرت، لأنّها بتلخّص كلّ التغيير اللي طالبت فيها الناس بحراكها، ورغم كل الوجع والخسائر الكبيرة اليوم هالناس وعلى رأسهم العمال والكادحين مستمرّين بحراكهم وحالتهم الثورية حتى يحققوا التغيير المنشود، اللي بخلّي الوطن كريم والسلطة بإيد الناس، وثروات البلد لكلّ البلد وأوّلهم أصحاب الأجور والشغيلة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1207