يا عمّال سورية الأبطال... حان وقت الاصطفاف
هاشم اليعقوبي هاشم اليعقوبي

يا عمّال سورية الأبطال... حان وقت الاصطفاف

يا عمّال سورية العظيمة ويا أبناء طبقتنا العاملة وسائر الكادحين في الوطن وخارجه، أيّها المظلومون والمحرومون والصامدون الأبطال،  إننا اليوم نشهد مرحلة تاريخية كبيرة ومنعطفاً مفصلياً مهمّاً للغاية، يتحدّد فيه برنامج ومسار نضالنا الوطني والسياسي والطبقي والمعيشي،  فمن اليوم، بل من هذه اللحظة، إمّا أن «نكون أو لا نكون»، إمّا أنْ نلتقط هذه اللّحظة التاريخية أو سيسحقنا التاريخ ويتركنا في الدرك الأسفل الذي نعيش به، مسلوبين من حقوقنا، مكبوتة أصواتنا، نقتات على فتات موائد الوطن.

فبعد كل ما عانيناه وتعرضنا له وبعد كل تلك التضحيات الكبرى والمستمرة على مدار عقود وسنين، لا ينبغي لنا أن نفرّط ببزوغ فجر جديد، وانفتاح أفق متَّسعٍ اتساعَ أحلامِنا، ولا أنْ نكون خارج المعادلات القادمة، فالتّهميش والإقصاء والترهيب والمحسوبيات يجب أن تصبح من الماضي، وألّا نسمح بقرارات أمنية اليوم تسلب صوتنا وتحدّد مصيرنا وتفرّق صفوفنا، ولا بسلطة فاسدة تنهبنا وتسجن مناضلينا وتبيع كدّنا وعرقنا بأبخس الأثمان، فالوعي الوعي، والنضال النضال، فإنّ كل تخلٍّ أو تأخّر أو اصطفاف ثانويّ هنا أو هناك هو خطأ الجسيم وطامّة كبرى لا تعويض لها. فهبُّوا لقد جاءت اللّحظة وآن الأوان، لنفجِّرَ تلك الطاقة الكامنة في أرواحنا وعقولنا ونستثمر وعينا الوطني والطبقي الذي لم يخيِّب السوريين يوماً، ولم يخذلْ الوطنَ قَطّ. كيف لا ونحن بناته وصنّاع اقتصاده وثروته، ونحن ضمانةُ وحدته الوطنية الجامعة ونحن أوّل من يضحّي وآخر من يستكين.

هذا برنامجكم وهذا حزبكم

يا عمّالنا وكادحينا، أنتم الطبقة الأوسع بالبلاد، وعليكم تقع المهمّات الكبرى في رسم سوريّتنا الجديدة التي ينشدها السوريّون، نوجِّه لكم نداءَ الوطن ونداءَ الأخ للأخ والعامِل للعامل، وندعوكم للالتفاف حول برنامج حزب الإرادة الشعبية والانضمام لصفوف المناضلين الثوريين فيه، فهو كما عرفتموه وخبرتموه حزب الطبقة العاملة وسائر الكادحين ونصير الفلاحين، والحزب الذي لا يقبل إلّا باقتصادٍ وطنيٍّ سياديٍّ قويّ وقادر، يغلِّب مصلحة العمال والكادحين والفلاحين. وإنَّ تاريخَه لا يخفى على أحد؛ منذ فترة الآباء المؤسِّسين الأوائل في عشرينيّات القرن الماضي وحتى يومنا هذا، كنّا وما زلنا في طليعة النضال الطبقي والنقابي، فلم نَهِنْ ولم نتراجعْ رغم كلّ ما تعرّضنا له. وبقينا على مسارنا وطورنا أدوات نضالنا وتسلحنا بالمعرفة وبإيمان العمّال بنا، فلم نخنْ عهداً وكنّا صوتكم والمدافعين عن حقوقكم في كلّ المعارك السياسية المستمرّة، والاستحقاقات الدستورية والقانونية التي خضناها، وحملنا برنامجنا الطبقي المعبِّر عنكم في المحافل الدّولية والمؤتمرات والاجتماعات، ومنعنا أيَّ تفرُّد يستبعدُ الطبقة العاملة ومصالحها وتمثيلها فكنّا الصوت العالي يوم خفتت الأصوات وكنا حزبكم الذي تنشدون، سواء عرفتم ذلك أم لم تعرفوا، لأننا عملنا بالكواليس فما انتظرنا تصفيقاً أو شكراً أو هتافاً، والآن حان وقت الاصطفاف، فالاستحقاقات القادمة كبيرة ومصيرية فلا يجب أن تغيبوا عن الحوار القادم ولا عن مخرجاته من دستور وانتخاب وبرنامج سورية الجديدة.

نقوى بكم وتقوون بنا

يا عمّال سورية وكادحيها الأبطال، إنّ المهام التي أمامنا جليلة وعظيمة وتحتاج للالتفاف حول برنامج واحد ورؤية وطنية وسياسية وطبقية عميقة وواقعية، برنامج نضالي صلب طليعته طليعة مناضلة ثورية وشريفة وشجاعة، لأننا بحاجة لرصّ الصفوف والذهاب معاً إلى الاستحقاقات القادمة يداً بيد وكتفاً بكتف، فلا ننجرف ولا ننحرف ولا نُقسَم ولا نُهزَم، فوحدتنا اليوم تجعلنا أشدّ قوّة وأكثر استعداداً للقادمات من الأيام، وهذا برنامج الإرادة الشعبية ورؤيته جاهزان لكلّ هذا، فقد حرصنا طوال الوقت على أن نبقى متجهّزين لمثل هذا اليوم، لأنّكم أنتم البوصلة، ومَن يمتلك برنامجَه سيكون له مكانٌ في الفضاء السياسي الجديد، وستعترف القاعدة الشعبية التي يمثّلها به، فكما كنّا نمثّلكم سابقاً سنبقى على ذلك بل نزيد، ولكننا اليوم نقوى بكم وتقوون بنا، خاصةً بعد أن فكَّ قيدكم وتخلّصتم من الاستبداد والوصاية فأقبِلوا ولا تُدبِروا فهذا عهدُنا بكم.

لنناضل معاً حتى استكمال التغيير والتحرير

إنّ ضمان تحرير أرضنا المحتلّة، والحصول على أعلى درجات الحريات السياسية والنقابية، وضمان العمل الشريف والأجر العادل هو اصطفافكم اليوم ووحدتكم على برنامج وطني طبقي واحد، وهو ضمان عيشنا الكريم ومستقبل شبابنا وأطفالنا، وهو الضامن لعدم عودة الاستفراد والتسلّط والفساد والوصاية والاحتكار واقتصاد الأغنياء والمتنفّذين، وهو مسارنا لإنجاز التغيير الجذري العميق والشامل الذي ننشده منذ عقود، وهو قريب وبوّابته تطبيق القرار 2254 مع تعديلاته الموضوعية، والذي ينصُّ بجوهره على وجود حوار وطني شامل يفضي لمرحلة تشكيل جسمٍ انتقالي ودستور جديد وانتخابات عامّة، وعليه لا بدّ من الإسراع بإعادة بناء تنظيمنا النقابي من خلال انتخابات جديدة قائمة على برامج القوى الوطنية، كي يكون التنظيم مستقّلاً وقادراً على التمثيل الحقيقي للطبقة العاملة وتوحيدها حول مصالحها الوطنية والسياسية والطبقية، فلن نقبل أن نكون الحلقة الأضعف في وطننا الذي ننشد، ولن نقبل أنْ يصادَر تنظيمُنا النّقابي وأنْ تكمَّم أفواهُنا ويتمَّ اقصاؤنا ويستمرّ حرماننا من لقمة العيش الحر والكريم.
إنّ الارتباط التاريخي المشيميّ بين الطبقة العاملة وطبقة الفلاحين يساعدنا على تشكيل تحالف وطني متين، ويضمن تحالفات أخرى مع المهنيّين والحرفيّين والصناعيّين الوطنيّين، وسنكون أكثر قدرة على توحيد السوريين وبناء وطن حرٍّ وسيِّد، واقتصاد وطنيّ تقدّميّ حديث، يحقق أعلى نسبة نمو وأعمق عدالة، إنّ حزب الإدارة الشعبية برؤيته وكوادره يبارك للطبقة العاملة بزوغ النور وانفتاح الأفق ويدعوكم أفراداً ولجاناً وقوى للنضال والاصطفاف حول برنامج الحزب حتى إتمام عملية التغيير الشامل والتحرير الكامل، فكرامةُ الوطن والمواطن فوق كل اعتبار ونحنُ محكومون بالانتصار.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1206
آخر تعديل على الأحد, 22 كانون1/ديسمبر 2024 20:56