بصراحة ... مشاهد من  حياة الناس اليومية

بصراحة ... مشاهد من حياة الناس اليومية

تتعمق الازمة المعيشية التي يعاني منها الشعب السوري بأغلبيته الفقيرة وتتوضح مشاهدها اليومية في كل الأمكنة التي يقطنها الفقراء، ويمكن أن نعرض لبعض المشاهد لأناس التقينا بهم وتحدثنا معهم وسمعنا منهم ما يودّون قوله حول ظروفهم ومعيشتهم وقهرهم الذي يتعمق يوماً بعد يوم.

سؤالهم الختامي دائماً يكون: إلى متى سيبقى حالنا على ما هو عليه وما هو الحل الذي يخرجنا مما نحن به؟
سؤال أو أسئلة صعبة تُطرح والإجابة صعوبتها أكبر من تلك الأسئلة المطروحة.
المشهد الأول، مع أبو النور، وهو خريج معهد متوسط اختصاص إلكترون، عمره تجاوز الستين عاماً، أي هو متقاعد براتب شهري بعد ثلاثين عاماً من الخدمة يبلغ 296 ألف ليرة شهرية، وهو يعمل بعد التقاعد في أحد «الأكشاك» المنتشرة في شوارع دمشق بأجر يومي قدره 25 ألف ليرة سورية. لديه ولد معاق عقلياً يحتاج إلى مصاريف علاج ودواء وغيرها من الحاجات اللازمة لمثل حالة ابنه.
مجموع ما يتقاضاه السيد أبو النور يتجاوز المليون ليرة قليلاً. والسؤال الذي طرحه: كيف سأتدبر أمري بمثل هذا المبلغ وكيف سأوزعه بين مصاريف الأكل وثمن أدوية ومستلزمات أخرى تحتاجها الأسرة؟
سألته سؤالاً مباشراً: كيف تدبر أمورك وتغطي نفقاتك بحدها الأدنى؟ فقال: «من بعض أهل الخير وفي جمعية خيرية بتحن علينا وبتقدم بعض المساعدة نتيجة وضع ابني المعاق».
المشهد الثاني، لعامل يعمل في معمل لإنتاج أطعمة الأطفال «شبس» يتقاضى أجراً مقداره 700 ألف ليرة في الشهر، يدفع منها أجرة المواصلات من المعمل إلى بيته. زمن العمل اليومي له 12 ساعة، غير مسجل في التأمينات الاجتماعية. فماذا تبقى لهذا العامل من الأجر الذي يتقاضاه؟ وفي حال مَرِضَ هل يكفيه هذا الأجر للعلاج وثمن الدواء؟ فصاحب العمل ليس لديه ضمان صحي للعمال العاملين عنده، وليس لديه أية إجراءات لسلامة العاملين من الإصابات التي قد تحدث أثناء العمل.
المشهد الثالث، عامل يعمل في معمل لإنتاج الحلويات العربية، وهو معلِّم في صناعة هذا النوع من الحلويات. أصيب بإصابة عمل أدت لشلّ القسم الأيمن من جسمه، وفقد القدرة على العمل، ومن محاسن الصدف، كما قال، أن صاحب المعمل قلبه لله حيث دفع له تكاليف العلاج، وهو يعمل الآن بنصف طاقته الإنتاجية السابقة، وأجره يبلغ مليون ليرة سورية، وهو مستأجرٌ لبيت بعد أن فقد بيته، ولديه أسرة، وأضاف أنّ صاحب المعمل لا يزيد له أجرته بسبب وضعه المرضي، وقال: ماذا أعمل بالمليون ليرة والضرورات الأسرية تحتاج لأكثر من ذلك بكثير؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1181