الذي بيننا وبينهم كبير..
الحكومة ستمنّ علينا بمئة لتر من المازوت على دفعتين، هذا ما صرحت به مؤخراً، وهي تمنّ علينا بجرة غاز حسب وعدها لنا كل ثلاثة وعشرين يوماً، والآن تمنّ علينا بقليل من السكر والأرز، والذي يتوجب على من يريد الحصول عليهما أن يقف في الطوابير الطويلة.
وفي نيتها استكمال فضلها علينا أن تبيعنا البعض الأخر من متطلباتنا الضرورية على البطاقة التي اخترعتها لنا لتقنعنا بأنها ذكية، وهي لا تملك من الذكاء شيئاً، ليس بسبب التكنولوجيا المتبعة بها، بل بسبب العقل الذي يديرها ويجعلها تعقد حياتنا وتجعلنا تائهين حائرين بحثاً عن لتر من المازوت لنقي به عظامنا وعظام أطفالنا من البرد، أو بحثاً عن الموزع المعتمد لنحصل على جرة غاز لزوم طبخ طعامنا، الذي هو عبارة عن حشو للأمعاء لا أكثر، وهذا الحشو لا نقوم به من أجل عمل ريجيم لتخفيف أوزاننا لا سمح الله، بل هو مفروض علينا وفق إجراءات محكمات يحددها سعر ما نريد أن نشتريه إن استطعنا إلى ذلك سبيلاً، وبالغالب للناس الذين يشبهوننا ولا يستطيعون شراء ما يجعلهم يلتقطون أنفاسهم التي هي بدورها سيحدد استخدامها من قبل الحكومة على أساس بطاقتها المصونة، صاحبة القدر الرفيع، لِمَ لا والحكومة على كل شيء قديرة بما يخصنا نحن الفقراء والمحرومون؟.
كنا نقف سابقاً في الطوابير الطويلة للحصول على جرَّة غاز، ولا يهم إن كان هناك مطرٌ يغرقنا أو شمس حارة تحرقنا كل شيء يهون في سبيل أن نسعد الحكومة، ونشعرها بأننا مطواعون لقراراتها التي تقول عنها وتريد إقناعنا بأن قلبها علينا، وتريد أن تحارب فينا أولئك الناهبين لقوتنا ولِحقّنا، وما علينا فعله هو فقط أن نكون حبابين تجاهها، وما تبقى من أشياء هي من ستتكفل به، أي إنها ستضع حداً لكل ما ينغص علينا معيشتنا، كيف لا وهي من سميت حكومة العمال والفقراء؟.
الحكومة تريد أن تضع «حداً» للوحش كما تقول، ولكن على طريقتها الحنونة والحبابة كيما لا تنجرح مشاعره، الوحش الذي هي من قامت بتكبيره والسهر على راحة باله، وراحة بال الوحش تعني: أن تقدم له كل مسببات كبره وقدرته على الالتهام أكثر، وهي أن يملك ما ليس من حقه أن يملكه، وأن يخسر أهل الحق، وهم الغالبية من الناس كل ما أنتجوه بسواعدهم وأدمغتهم، فهل يستوي الناهبون لقوت يومنا وحقنا في ثروتنا مع المنهوبين الذين يقولون الآن كفى عدواناً وظلماً علينا، ولن يموت حق وراءه مطالب هذا قانون الصراع بيننا وبينهم؟
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 983