هل يوجد لقاح  لفيروس الجوع.؟

هل يوجد لقاح لفيروس الجوع.؟

مع انتشار الفيروسات القاتلة التي تأتينا من كل حدب وصوب، وتفعل بالبشرية ما تفعله من موت وبطالة وجوع وقهر وحرمان، وكل الأشياء الدنيئة التي جعلتنا نصل إلى ما وصلنا إليه.

إن هذه الفيروسات التي يعمل العلماء ومراكز الأبحاث على إيجاد لقاح قد يقي البشرية من شرورها، ولكن الجوع الذي وصل إليه الفقراء في أركان الأرض الأربعة لا تستطيع تلك المراكز ولا العلماء من إيجاد لقاح يقي ملايين البشر من أكبر عملية نهب تتعرض لها البشرية والطبيعة، وهذا الفيروس اللعين متجذر في الأرض منذ مئات السنين، وضارب قواه فيها عاملاً على نهبها وسلبها من أجل حفنة من الناهبين يتربعون على عرش الثروة، ويتحكمون بمصير البشر والحجر ويقدمون أنفسهم للفقراء بأنهم أنتجوا خير نظام سياسي يحقق للبشرية الحرية والمساواة والعدالة، ولابأس إن مات الملايين من البشر من أجل أن تبقى تلك الثروة متحكم بها إلى أبد الأبدين.
الرأسمالية وتطوراتها اللاحقة، التي وصلت إلى حالة التوحش في عملية نهبها وإجرامها القصوى، آخذة بالتهاوي شيئاً فشيئاً تحت تأثير وفعل قوانين الصراع الطبقي، الذي يفعل فعله بالسياسة والمجتمع، أي إن المستضعفين في الأرض من عمال وفقراء وغيرهم أخذوا شكل المواجهة السافرة مع فيروس النهب، والذي تحتاج المواجهة معه- ليس في المختبرات، وإنما في الشارع وفي كل مكان- إلى عملية تنظيم للقوى مختلفة عن الشكل السابق، حيث تمكنت قوى النهب الكبرى من اختراقه ورشوة قواه المفترض أنها صلبة في الدفاع عن حقوق المستضعفين، ولكن هذا ما حدث وهذا ما يجب أن يحدث وهذا الواقع ليس في المراكز الإمبريالية ولكن ينسحب على المراكز التابعة اقتصادياً وسياسياً، مثل: دولنا التي جرى ما يشبه الذي جرى في المراكز الكبرى من عملية رشوة واحتواء، حتى وصلنا إلى لحظة أن هذه القوى السياسية والنقابية ليس لديها الحيل والقوة لتقول وتفعل ما يجب قوله وفعله.
إن فيروس الفقر والجوع ليس له من دواء أو علاج سوى إسقاط من كان سبباً في خلقه وتكريسه، وبناء نظام يحقق العدالة الاجتماعية والحريات الحقيقية، ويؤمن الثروة لمن أنتجها، وهذا ما سوف تعمل لأجله القوى المنتجة وكل المتضررين هنا وهناك.

معلومات إضافية

العدد رقم:
971