مؤتمرات بلا توجهات؟

مؤتمرات بلا توجهات؟

انتهت المؤتمرات (الانتخابية) للاتحادات المهنية، وقبلها مؤتمرات اتحادات المحافظات وسيتلوها التحضير للمؤتمر العام الذي سيعلن قيادة الحركة النقابية الجديدة سواء بمكتبها التنفيذي أم بمجلسها العام.

وبهذا يكون قد اكتمل قوام الهيئات التنظيمية لنقابات العمال بمختلف مستوياته. والملاحظ من خلال متابعة سير المؤتمرات التي أُنجزت إلى هذه اللحظة أن الجهد الأساس كان منصبّاً على ترتيب من سيكون في هذا الموقع ومن سيغادره، وهذا طبيعي بسياق الترتيبات التي جرت. ولكن لم يقدم في هذه المؤتمرات للطبقة العاملة السورية ما هو أساس وضروري من حيث واقع عملها، أي واقع المعامل والمنشآت الإنتاجية التي يؤكد العمال أنها ليست كما ينبغي أن تكون إنتاجياً، فهي، أي المعامل والمنشآت تئِنُّ من تراجعها المستمر بسبب قدم آلاتها وعدم توفر القطع التبديلية والمواد الأولية، وشروط العمل المجحفة المحيطة بالعمال، وشروط الصحة والسلامة المهنية الغائبة. والتي تسبب إصابات عمل قد تكون أحياناً مميتة كما حدث في مصفاة بانياس، وكما يحدث للعمال في محطات الكهرباء. مما استدعى أن تعقد جلسات لمناقشة الأسباب التي أدت لإصابات عمل قاتلة بغياب التدابير الضرورية التي تحمي العمال من تلك الإصابات هذا جانب من الموضوع. والجانب الآخر الذي كان ينتظره العمال من تلك المؤتمرات ولم يحدث موضوع المستوى المعيشي الذي يعيشه العمال المرتبط بمستوى أجورهم وقيمتها الفعلية والذي يتردى يوماً بعد يوم، لم يقولوا للعمال كيف ترى الحركة النقابية الحلول لهذه المعضلة التي هي ليست وليدة هذه الأيام، بل هي متراكمة ومستمرة. وجرى القفز عنها مرات ومرات، أي لم تتخذ الحركة النقابية موقفها المفترض تجاه سلوك الحكومة وتجاه سياساتها الاقتصادية المنحازة كلياً إلى جانب قوى السوق التي أُتخمت من شدة النهب والفساد.
لقد كانت التقارير التي أُعدت قبل المؤتمرات لها طابع شكلي بدون مضامين حقيقية توضح توجه النقابات للمرحلة القادمة، وبهذا تكون الطبقة العاملة قد خسرت رهانها، إن كانت تراهن على نتائج تلك المؤتمرات، وما تم بها من ترتيبات لم تكن لتؤشر إلى برنامج مفترض تتبناه الحركة النقابية تحدد فيه رؤيتها لما هو جار وما سيجري في قادم الأيام، وهذا سيترك أمام العمال صياغة خياراتهم المناسبة، من أجل الدفاع عن حقوقهم كل حقوقها.

معلومات إضافية

العدد رقم:
947