الصحة والسلامة المهنية
نبيل عبد الفتاح نبيل عبد الفتاح

الصحة والسلامة المهنية

يحق لكل النّاس أن تتوفر لهم شروط عمل عادلة ومناسبة لقدراتهم وإمكاناتهم الفنية والتعليمة، إلا أنه يوجد مئات الملايين من الناس في العالم يعملون في ظل شروط غير عادلة وغير مناسبة.

تعرف الصحة والسلامة المهنية بأنها تلك القواعد والأسس التي تهدف إلى حماية العاملين من مختلف أنواع المخاطر المرتبطة بالعمل وظروفه وبيئته، وذلك من خلال معالجة العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى هذه المخاطر التقنية والشخصية، بحيث يبقى العمال بصحة بدنية وعقلية سليمة ودائمة، ولا تقتصر متطلبات الصحة والسلامة المهنية في الحقيقة على بيئات العمل فقط، بل هي منظومة يتم تطبيقها في كافة مناحي الحياة اليومية للإنسان، حيث يحتوي المنزل والشارع ومكان العمل على مصدر من مصادر الخطر، ولكن يبقى مفهوم الصحة والسلامة المهنية باتباع القواعد اللازمة لتقليل وقوع أية حوادث ناتجة عن مصادر الخطورة، التي لا تخلو منها بيئة ما، وبخاصة بيئة العمل الصناعية. وقد حددت منظمة الصحة العالمية، ومكتب العمل الدولي أهداف الصحة المهنية فيما يأتي:
1- إلحاق العامل بالعمل الذي يتلاءم مع قدراته النفسية والبدنية، بحيث يتحقق الانسجام بين العمل والعامل.
2- حماية العامل في بيئة العمل من الأخطار الناجمة عن وجود عوامل تضر بصحته.
3- ضمان عدم حرمان العامل من أسباب الصحة بسبب ظروف عمله.
4- العمل على تحقيق أعلى درجات اللياقة الاجتماعية والنفسية والبدنية للعمال في كل مجالات العمل والمحافظة عليها.
وقد بيّنت جميع الأبحاث أنّ الصحة الجيدة للعمال وسلامة أماكن العمل تعود بنتائج مالية أفضل على طرفي الإنتاج، كما تشير الأبحاث إلى أنه كُلَّما طالت فترة المرض، كان احتمال عودة العمال إلى العمل أقل. وبعد ستة أشهر من الغياب عن العمل، تكون هناك فرصة 50% فقط بالنسبة للعامل حتى يتمكن من العودة بنجاح. وتقع مسؤولية تحقيق وتنفيذ مهام الصحة والسلامة المهنية على أطراف الإنتاج الثلاثة مجتمعين الحكومة وأرباب العمل والنقابات: - فالحكومات تقع على عاتقها مسؤولية وضع التشريعات وسن القوانين التي تؤمن مراقبة تنفيذ قواعد الصحة والسلامة المهنية والنظم، من خلال مفتشي العمل والصحة والسلامة المهنية. – وعلى أرباب العمل تقع مسؤولية تنفيذ قواعد وشروط الصحة والسلامة المهنية ووضعها في التنفيذ العملي، عبر تزويد العمال الذين يتعرضون للمخاطر بوسائل الوقاية الشخصية الضرورية والمناسبة لطبيعة العمل والخطر الناجم عنه لمنع حدوث المرض المهني، وإصابات العمل، وكذلك أيضاً توفير وسائل الوقاية العامة، وتأمين جو عمل مناسب وتحقيق بيئة اجتماعية وإنسانية. – أما النقابات وممثلو العمال فتقع عليهم مسؤولية التوجيه وتوعية العمال في مجال الصحة والسلامة المهنية، والمشاركة في لجان الصحة والسلامة المهنية في المنشآت، ومتابعة تطبيق هذه القواعد والنظم في المنشآت والعمل.

معلومات إضافية

العدد رقم:
930