فساد على عينك يا تاجر
نشر موقع صوت عمالي خبراً عن مصادر مسؤولة في مؤسسة الإسمنت مفاده: أن مجموعة فرعون المكلفة بتطوير وتحسين الإنتاج وتأهيل العمال عليها مستحقات مالية قيمتها 45 مليار ليرة سورية، وهذه المبالغ الكبيرة المترتبة على المجموعة نتيجة عدم إلزامها بتنفيذ العقود المبرمة مع شركتي إسمنت عدرا وطرطوس كما أفاد الخبر المنشور.
يقول المثل الشعبي: «من يزرع شوكاً لن يحصد سوى الشوك»، وهذا يعني: أن سياسات الحكومات تجاه شركات قطاع الدولة قد أوصلتها إلى هذا الواقع الذي باتت فيه هذه الشركات عاجزة عن السير ولو خطوات تجاه أداء مهماتها الإنتاجية ودورها في دعم الاقتصاد الوطني، وهذا كرمال عين أصحاب النفوذ وشركائهم في هذه الأموال المهدورة على أقل تقدير، والتي خسرها الاقتصاد الوطني والعمال معاً، فأي عقد يبرم مع أي مستثمر وازن من حيث الإمكانات والنفوذ يراعى فيه بالدرجة الأولى مقدار الحصص التي ستصيب المتنفذين أصحاب القرار في مثل هذه الأمور؟ وطبعاً الشروط التي يضعها المستثمر ستكون مستجابة، لأن المثل يقول أيضاً: «طعمي التم بتستحي العين».
في مؤتمر نقابة عمال الإسمنت والسيراميك الآخير حضر مندوب مجموعة فرعون أعمال المؤتمر، وقدم مداخلة عن أعمال المجموعة ودافع عن التزامها بشروط العقد، ولكن نقابيي شركة إسمنت عدرا وأجهوه بالحقائق التي تشير بوضوح بعدم التزامه بشروط العقد، وكانت هناك مشادّة كلامية بين الطرفين وهذا طبيعي، ولكن غير الطبيعي هو: أن المعنيين بالأمر سمعوا ولكن أذن من طين وأذن من عجين.
لقد خسرت الشركتان مبالغ طائلة، إسمنت عدرا 5 مليارات، وإسمنت طرطوس 14 مليار، وتقرير للخبراء يقول: إن الخسائر المترتبة الإضافية 25 مليار ليرة سورية لقد خسرت الشركتان أيضاً الزمن المفترض، أن تكونا جاهزتين بإنتاجهما لتلبية الحاجات من الإسمنت، وهذا الزمن المهدور كيف ستقيمه الحكومة أم أنه لا ضير في الزمن طالما أن المستثمر قد كسب ما كسبه وبعد مصالح المستثمرين فليأت الطوفان.
السؤال المطروح وهو برسم النقابات: هل كانت تكفي التحفظّات التي أبداها التنظيم النقابي لمنع سريان العقد مع مجموعة فرعون، والنقابات تدرك تماماً المخاطر المترتبة على الشركات من مثل هكذا عقود جائرة، والتي يجري الآن الكشف عن نتائجها الكارثية على الشركات والبيئة والعمال مجتمعة
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 929