إضراب السائقين دفاعاً عن حقوقهم

إضراب السائقين دفاعاً عن حقوقهم

أقفلت سيارات «الهوب هوب» الحركة في مركز الانطلاق الشمالي في مدينة السويداء اعتراضاً على سيطرة شركات النقل السياحي البولمان «على ركاب خط» دمشق- السويداء، مطالبين بحضور الجهات المسؤولة.

وتتالت بعدها إضرابات واعتصامات السائقين، وآخرها قطع عدد من سائقي السرافيس على خط دمشق- السويداء الطريق على سائقي حافلات «البولمان» التي تعمل على ذات الخط، يوم السبت بتاريخ 20/7/2019 ومنعوهم من مواصلة رحلاتهم احتجاجاً على إجراءات اتخذتها الشركات السياحية، الأمر الذي اعتبره الطرف الأول تضييقاً على عملهم.

وقد أوضح السائقون الذين التقتهم قاسيون أسباب احتجاجهم بعدم التزام شركات، البولمان بمواعيد الرحلات المقررة من قبل لجنة السير لهذه الشركات متهمين الشركات بتسيير رحلة واحدة كل نصف ساعة ما يعتبر مخالفة للقانون. 

السائق نضال قال: لا نريد إقفال وقطع الطريق وتعطيل رحلات الركاب وجلّهم من الطلاب والموظفين لكننا نطالب بحقوق سائقي «الهوب هوب» في وجه الشركات التي لم تلتزم بقرارات السيد المحافظ ولجنة السير المتضمنة تسيير رحلة كل ساعة، وقد حاولنا التفاهم مع هذه الشركات لكنهم ردوا بتسيير رحلة كل نصف ساعة، مما أثار غضب السائقين هل يحق للشركات السياحية قطع أرزاقنا؟ وهل سياراتنا لحين الطلب؟ نحن بانتظار حل من قبل الجهات المسؤولة، والمطلوب إلزام الشركات بقرار تسيير الرحلات كل ساعة لوضع حدّ للتصعيد وحماية حقوق السائقين.

وأوضح سائق آخر يدعى «علي» أن اعتصام اليوم جاء لإيصال صوت السائقين للجهات المختصة، بأن الشركات قطعت أرزاقنا ونحن كسائقين لا بديل لنا عن قيادة مركباتنا القديمة التي تعتاش منها عائلاتنا وأولادنا لتغطية تكاليف المعيشة التي باتت كبيرة جداً.

رئيس نقابة عمال النقل البري سليم العربيد صرح لقاسيون قائلاً: الشركات السياحية لا تلتزم بتعليمات قانون الاستثمار التي تلزم هذه الشركات بعدم تحميل أو إنزال الركاب إلا في الكراجات، وقد ضُرب عرض الحائط بهذه القرارات، وقامت بتثبيت مواقف نظامية في معظم القرى ووضعت كولبات على خط دمشق– السويداء وأصبحت تنظِّم رحلة كل نصف ساعة، وفي بعض الأحيان عشر دقائق، ما اعتبره سائقو السرافيس تحدياً سافراً لهم وقاموا بتنفيذ هذا الاعتصام الذي اعترض حركة سير الحافلات تم فضه بعدما التقى معاون قائد شرطة «السويداء» مع السائقين، ووعدهم بنقل مطالبهم علماً بأن أحد سائقي البولمان رفض التوقف وقام بدهس سائقين أحدهم تم إدخاله مشفى السويداء الوطني لإصابته بكسر في إحدى فقرات العمود الفقري، وأضاف العربيد توتر السائقين ناتج عن تحدٍّ واضح لهم من قبل الشركات صاحبة المردود المادي الكبير، والتي لا تعني لها مخالفة سير بمبلغ ألفي ليرة سورية شيئاً، وهي في النهاية كما وصفها أحد السائقين بلا أجار راكب في كل رحلة، وقد حاولنا نقل مطالبهم إلى الجهة المختصة وقدموا عريضة بمطالبهم من خلال معاون قائد شرطة المحافظة، تضمنت مطالبة صريحة بالالتزام بقرارات لجنة السير لتكون رحلة على رأس الساعة. 

إن مطلب السائقين محقّ ومشروع، كونهم يعتاشون من خلال هذه السرافيس ومن المعروف أنّ لهذه السرافيس ركابها الفقراء الذين لا يطلبون الرفاهية ولا وسائل التكييف، هم فقط ينتقلون إلى أعمالهم في مركبة سريعة تلبي حاجتهم، وتنسجم مع ظروفهم الاقتصادية المعتّرة ويُذكر أنها ليست المرة الأولى التي ينفذ فيها سائقو السرافيس اعتصامات ضد خروقات شركات البولمان، فقد نفذوا اعتصاماً مشابهاً مع بداية الفصل الدراسي الأول في الجامعات العام الماضي، وتلقّوا وعوداً بحل مشكلتهم دون جدوى، فيما يهدد توقف عملهم معيشتهم ومعيشة عائلاتهم، ويهدد الأمن والاستقرار في المحافظة، ولسان حالهم يقول: على الوعد يا كمون!!!

هذا العام نّظم عمال محافظة السويداء في القطاعين العام والخاص عدة اعتصامات وإضرابات، طالبوا فيها بحياة أفضل وشروط وظروف عمل أفضل، إضرابات السائقين المتكررة بخصوص التعرفة، وزيادة المخصصات للسيارات العامة من مادة المازوت، وإضرابات مشفى الباسل في مدينة صلخد احتجاجاً على طريقة توزيع المناوبات للعاملين في المشفى، والمطالبة بحمايتهم وتأمين سلامتهم إثر الاعتداءات من قبل بعض المسلحين المنتمين لفصائل مسلحة محلية، واعتصامات أهالي بعض القرى من أجل تأمين مياه الشرب وإصلاح الغاطسات المتوقفة عن العمل على آبار المياه الصالحة للشرب، ويبدو أن وعي العمال وتجاربهم الاحتجاجية تجاه مصالحهم وقضاياهم المحقة التي لا تنتظر إذناً مسبقاً من أحد لتحقيقها وتنفيذها وهذه المواقف الاحتجاجية تجاوزت إصرار اتحاد نقابات العمال العام على عدم تبني الحق الدستوري حق الإضراب، إن عدم تبني التنظيم النقابي لمبدأ حقّ الإضراب يضعف الأدوات والوسائل المتاحة الأخرى للنقابات في النضال، من أجل مصالح العمال وتحصيل حقوقها المسلوبة من أمن صناعي وصحة وسلامة مهنية وتأمينات اجتماعية وغيرها، وخاصة الأجور.

معلومات إضافية

العدد رقم:
924