النقابات بين النظرية والواقع /2/

النقابات بين النظرية والواقع /2/

يمثل عضو اللجنة النقابية أهم عنصر في النقابة هذا إضافة إلى ما يمتلكه التنظيم النقابي من خبرات وتجارب نضالية تعكسها على أعضائها كي يلعبوا الدور المحرك والنشط في الدفاع المستمر عن مصالح العمال، لذا تلجأ القوى المعادية لمصالح وحقوق الطبقة العاملة إلى فرض القيود على النقابات عبر استهداف النقابيين، وخاصة في القواعد العمالية، وذلك بفرض القيود على تحركاتهم، وخاصة عند التحضير للانتخابات النقابية بغاية تعطيل النقابات وإفراغها من مضمونها الذي وُجدت من أجله.

يبرز دور النقابين الحقيقي أكثر في الظروف الاستثنائية التي تطرأ على العمل النقابي، وظروف الطبقة العاملة وحقوقها ومصالحها، والتي يتطلب التعامل معها حكمة كبيرة وحنكة، بحيث تُعبّر قرارات التنظيم عن معرفة واضحة لما تتطلبه مصلحة الطبقة العاملة والتنظيم النقابي، وهناك عدة مبادئ تقوم عليها كافة أشكال العمل النقابي، والتي قد تكون غير مدرجة ضمن نصوص قانون التنظيم النقابي، أو النظام الداخلي للنقابة وهذا لا يعفي من مسؤولية الالتزام بها من قبل أعضاء التنظيم النقابي التزاماً أدبياً، والتي منها:
- الاقتناع: ويُعتبر هذا من أهم مبادئ العمل النقابي، أي: أن يكون النقابي مقتنعاً بأهمية العمل النقابي وجدواه في المطالبة بحقوق جميع العمال وتحسين أوضاعهم والانتقال بها نحو الأفضل بالطرق الأكثر كفاحية، فهو ضرورة لاستمرار التنظيم النقابي والصمود في جميع الظروف.
- نكران الذات: المحرك الأساس للعمل النقابي لتحقيق الأهداف المطلوبة ويتجلى هذا المبدأ في الاستعداد للتضحية في سبيل تحقيق مصالح العمال والحقوق المسلوبة، هذا إضافة إلى عدة صفات مميزة عن باقي العمال في المنشأة، لا بّد أن يتحلى بها أعضاء اللجنة النقابية ومنتموها ليكونوا مرجعاً ومرشداً للعمال، ولهم القدرة على حل المشاكل التي تواجه النقابة. أن يمتلك النقابي إمكانات قيادية تمكِّنه من توجيه العمال لتحقيق الأهداف والطموحات. أن يكون ذا شخصية اجتماعية أي: له اتصال مباشر مع كافة العمال ويهتم بمشاكلهم، ويعرف طموحاتهم ومطالبهم وبمعنى أخر: أن يكون موضع قبول من غالبية العمال، وخاصة أنَّ العمل النقابي يعتمد بشكل أساس على الجماهير، لذا لا بدَّ من النقابي أن يدرك مطالب جماهيره وذلك عبر الاتصال المباشر معهم والتواجد في أماكن تجمعاتهم ليكون معبِّراً حقيقياً عنهم.
يمتلك ثقافة عامة يستطيع من خلالها التعبير عن مصالح من يمثلهم عبر متابعته لتجارب النقابات في كافة البلدان، ومعرفته بتاريخ نضال منظمته النقابية منذ تأسيسها، ومتابعة الوسائل الإعلامية المعبرة عن مصالح الطبقة العاملة والاستفادة منها في سبيل تحقيق مصالح الطبقة العاملة، ويكون على دراية ومعرفة بقوانين العمل النافذة واتفاقيات العمل الدولية، وأهم حقوق الطبقة العاملة الاقتصادية والاجتماعية، ويدرك أهمية دور النقابات والطبقة العاملة في المجتمع.
أن يكون النقابي صاحب مبادرة مدعومة بالثقة الواعية، وأن تتم دراسة هذه المبادرة دراسة متأنية، شرط ألّا يكون هذا التأني سبباً في فشل هذه المبادرة أو إضعاف حركة النقابة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
919
آخر تعديل على الجمعة, 16 نيسان/أبريل 2021 15:42