حقوق السائقين في القطاع الخاص
إيفان علي إيفان علي

حقوق السائقين في القطاع الخاص

أدّت السياسات الليبرالية على حقوق المنهوبين في البلاد، منذ قوننة النهب والفساد عام 2005 إلى رفع الدعم عن المحروقات عام 2007 وزادت سنوات الحرب والأزمة من وطأة سلب الحقوق والمكاسب. ونالت تلك السياسات من الطبقة العاملة، وباقي فئات المنهوبين، مثل: المعلمين والمهندسين والحرفيين والفلاحين وغيرهم من أصحاب الشهادات والمهن.

كان للسائقين في القطاع الخاص حصتهم من ذلك كله، وكُشف ظهرهم عدة مرات باسم تلك السياسات، مرة عند رفع الدعم عن أسعار المحروقات وتأثير ذلك على دخلهم، ومرة عند الترخيص لشركات النقل ومنع صغار السائقين من العمل على تلك الخطوط، ومرات عدة بسبب القرارات الجائرة التي تخص كراجاتهم وأماكن تجمعهم.
احتجاجاً على ذلك، دخل السائقون في الإضراب عن العمل عشرات المرات، وثقت جريدة قاسيون لـ 43 إضراباً خلال أربع سنوات 2014 – 2017 شارك فيها الآلاف من سائقي باصات السرافيس الصغيرة وسيارات التكسي والشاحنات.
الذروة عند سائقي السرافيس
كانت ذروة الإضرابات عند سائقي سرافيس النقل في المدن والأرياف، 35 إضراباً عن العمل خلال أربع سنوات 2014 – 2017 شارك فيه آلاف السائقين في دمشق وطرطوس والدريكيش والتل وجرمانا وحماة والسلمية والقامشلي واللاذقية وجبلة وحمص وعفرين والسويداء وغيرها.
تنوعت مطالب السائقين الصغار، التي جاءت أغلبيتها احتجاجاً على ارتفاع أسعار المحروقات، وأحياناً أخرى احتجاجاً على التسعيرة الحكومية للراكب الواحد التي لا تناسبهم.
بغض النظر عن الموقف من أجور النقل المرتفعة حقاً، بعد زيادة أسعار المحروقات في السنوات الأخيرة، فإن المشكلة يتحمل نتائجها ذوي الدخل المحدود كلهم، سواء كانوا من السائقين، أو المواطنين، جراء السياسات الحكومية التي تضر بمصالح الفقراء وذوي الدخل المحدود كلهم.
أضرب 250 من سائقي حمص في الكورنيش الشرقي وأحياء الأرمن والمهاجرين والعباسية، احتجاجاً على قرار إلغاء السرافيس في هذه الاحياء واعطائها لشركة نقل خاصة، صاحبها متواجد في تركيا، في تشرين الثاني 2016. كذلك أضرب سائقو سرافيس قرى أم العظام ورام العنز والكنيسة وخربة التين وخربة الحمام، احتجاجاً على نقل الكراجات إلى شمال مدينة حمص في تشرين الأول 2016 بينما أضرب سائقو سرافيس عفرين احتجاجاً على شراء المازوت من وسطاء السوق السوداء، في كانون الثاني 2017 وحدث إضراب لسائقي التكسي في مدينة دمشق.
إضرابات سائقي التكسي في القامشلي
تعمل سيارات التكسي بصفة سرافيس نقل على عدة خطوط في مدينة القامشلي. عانى هؤلاء السائقون من ارتفاع أسعار المحروقات، أو نقل كراجاتهم خلال سنوات الأزمة، لذلك نفذ 40 من سائقي التكسي بحي الكورنيش في القامشلي إضراباً عن العمل بتاريخ 10/8/2015 احتجاجاً على قرار «الإدارة الذاتية» رفع أسعار ليتر البنزين المكرر من 60 ل.س إلى 75 ل.س، الأمر الذي انعكس سلباً على مصدر رزقهم ومعيشتهم.
وأعلن سائقو التكسي في حي الهلالية في القامشلي، إضراباً عن العمل في تشرين الأول 2015، احتجاجاً على قرار هيئة النقل في «الإدارة الذاتية» نقل كراجهم من مركز المدينة في شارع الوحدة إلى أطراف المدينة، وهذا ما زاد أعباء مادية إضافية على 250 سائق تكسي خاصة، أن الكراج الجديد لا يتسع لربعِ هذا العدد.
حدثت اعتصامات وإضرابات عدة للسائقين عام 2016 منها: إضرابات خطوط تكسي سرفيس في أحياء العنترية والكراجات وقناة السويس احتجاجاً على رفع أسعار المحروقات، وإضرابات سائقي باصات النقل بين مدن محافظة الحسكة 2016، كما احتج سائقو الشاحنات والحافلات في محافظة الحسكة، على قرار هيئة النقل في الإدارة الذاتية رفع أسعار ليتر المازوت من 40 ل.س إلى 60 ل.س واعتبار شاحناتهم «مشاريع استثمارية» إضافة إلى نقص الكميات المخصصة لهم في تموز 2017.

معلومات إضافية

العدد رقم:
834