الحلم الذي أمسى كابوساً
ميلاد شوقي ميلاد شوقي

الحلم الذي أمسى كابوساً

تعددت  الشكاوى والمطالبات، و كذلك المقالات التي تناولت مشكلة السكن العمالي، ولكن لم يحصل أن وصلت أية أجوبة أو ردود من قبل الجهات المعنية، أو تفسير ما، بل ظل الصمت وتجاهل هذه القضية سيد الموقف إلى الآن، حتى النقابات لم تقم بدورها المطلوب مع الحكومة في بيان سبب عدم تمكن العمال من الحصول على مساكنهم وظروفهم الصعبة تستدعي ذلك. 

واليوم تمر السنة السابعة على التوالي، ولم تقم المؤسسة العامة للإسكان بتسليم أية شقة من شقق السكن العمالي للمخصصين منذ عام 2009 والحجة دائما لدى مراجعة فرع المؤسسة في مدينة عدرا كانت ومازالت: أن بعض الأبنية مدمر والبعض الآخر بحاجة إلى ترميم بسبب العمليات العسكرية التي جرت في المدينة منذ سنتين.

«عالوعد يا كمون»  

ألا تعتبر مهلة السنتين  كافية للانتهاء من أعمال الترميم على الأقل ؟؟ (مع العلم أن بعض المكتتبين كان من المفترض أن يستلموا شققهم قبل 2012 ) ومع ذلك مازالت المؤسسة العامة للإسكان تلتزم الصمت، تجاه مسألة السكن العمالي، دون إعطاء أي تفسير أو توضيح حول وضع الشقق والى أين وصلت أعمال الترميم (هذا إن افترضنا أن هناك أعمال ترميم أساساً) كما تدّعي، ولم تضع جدولاً زمنياً للانتهاء من أعمال الترميم وكأن هذه الشقق لا أصحاب لها.

العمال فريسة المقاولين

يبقى العمال ضحية للإشاعات التي تنشر كل فترة حول وضع شققهم، وتلاعب السماسرة والمكاتب العقارية، وتلاعب الجهات الرسمية بمأساتهم أيضاً، فأغلب العمال اليوم نازحون وينتظرون استلام شققهم للتخلص من عبء الإيجارات المرتفعة، التي لا طاقة لهم على تحملها أبداً، والتي دفعت الكثيرين منهم للذهاب إلى مراكز الإيواء المؤقتة، ولم ير العمال من المؤسسة العامة للإسكان سوى التحذيرات والتهديدات المتكررة على شاشة التلفزيون لمن يتأخر عن دفع أقساطه الشهرية، بأنه قد يفقد حقه في المسكن (وكأنها هي التزمت بواجباتها وليست مقصرة بتاتاً) وأي مسكن هذا؟ والمؤسسة كما يبدو همها الأول والأخير سحب المال من جيوب العمال فقط دون إعطاء أي بصيص أمل عن قرب توزيع الشقق، وحل هذه المسألة المستعصية منذ سبع سنوات على الأقل، أم أن المدينة العمالية اليوم باتت غير مرغوبة للسكن لدى بعض المسؤولين (بعد أن كانوا يزاحمون العمال البسطاء على بيوتهم ويأخذون أفضل الشقق) لهذا يتم اليوم إهمالها وتوقف العمل فيها.

سلوك مريب ووعود خلبية

إلى متى سيبقى العامل ينتظر حلم العمر؟ وعدد كبير منهم قد تقاعد اليوم قبل أن يرى بعد منزله المتواضع، وكان من العدل لو قيل له سجل على بيت لأولادك أو أحفادك فأنت لن تستلمه على حياة عينك، والمثير للريبة والسخط، بأن المؤسسة العامة للإسكان تقوم كل فترة بالإعلان عن تسليم شقق السكن الشبابي وفي محافظات عدة، ولا تستطيع إنجاز وتسليم السكن العمالي إذ من المفترض أن يكون عام 2017 عام تسليم الدفعة الأخيرة من المخصصين من عام 2009 فهل من آذان تسمع.

معلومات إضافية

العدد رقم:
793