قرار مجحف في وقت قاتل بحق عمال النظافة

على الرغم من أن عمال النظافة يعملون بأقصى جهودهم من أجل نظافة المدن الرئيسية والأحياء السكنية لجعلها أكثر جمالاً وإشراقاً وبهاءً، إلا أنهم لم يستطيعوا الحصول على أدنى حقوقهم التي ما برحوا يطالبون بها منذ فترة، وحتى اللحظة مازالوا يعيشون حياة بائسة يسودها الظلم والتعسف في ظل رواتب متدنية وارتفاع جنوني للأسعار.

ولزيادة هموم العاملين في هذا القطاع أصدر وزير الإدارة المحلية قرارا تحت الرقم /213/ تاريخ 11/9/2012 تم فيه تخفيض تعويض طبيعة العمل لعمال النظافة من 80% إلى 58%، وبالنسبة لعمال الفئة الأولى والثانية تم إلغاء طبيعة العمل.

تحدث إلينا مجموعة من عمال النظافة عن الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها والمتمثلة في قلة الدخل الذي يحصلون عليه كعمال نظافة، والذي لا يكفي كمصاريف سكن ومتطلبات معيشية أخرى، وشددوا على حقهم في التأمين الصحي على وجه الخصوص، وأن عملهم مرتبط بالجراثيم والأوبئة، وهم يقولون إنهم في حالة تعرضوا لعارض صحي، وهم معرضون في أي وقت للإصابة بأمراض خطيرة، لا تُقدر حالتهم فبدلاً من الاهتمام بنا صحياً، وزيادة حصتنا من طبيعة العمل جاءت الحكومة وخفضت نسب تعويض العمل.

 فيما أكد عمال آخرون أنهم في الوقت الذي يعملون فيه على نظافة البيئة يكافؤون بحياة صعبة وباحتقار المجتمع، ولا يجدون المعاملة الحسنة إلا من البعض، وهؤلاء المحترمون قلة (على حد وصفهم) في مجتمعاتنا.

وهنا نتساءل: لماذا ولمصلحة من صدور القرار في هذا الوقت الحرج؟ ولماذا اتخاذ هذا الاجراء بحق هؤلاء العمال الذين يسهرون الليل للحفاظ على نظافة المدن والبلدات..أو لعلهم أول من يستحقون طبيعة العمل نتيجة ملامستهم المباشرة لكل قذارات الحياة؟ فهل يستحقون هذه المكافأة. ياسيادة الوزير؟!.