رسائل إلى الطبقة العاملة في أيار؟
عادل ياسين عادل ياسين

رسائل إلى الطبقة العاملة في أيار؟

تُصعّد الطبقة العاملة في العالم حراكها السياسي والمطلبي والديمقراطي في الأول من أيار في مواجهة قوى رأس المال، قوى النهب والاستغلال الكبرى، والحراك هذا هو تعبير عن التناقض الرئيسي بين قوة العمل ورأس المال، الذي لن يزول إلاَ بزوال الرأسمالية كتشكيلة اقتصادية اجتماعية، تستطيع الطبقة العاملة خلالها تغيير علاقات الإنتاج الرأسمالية السائدة القائمة على استحواذ منتوج العمل الذي تخلقة الطبقة العاملة، وبالتالي السيطرة والهيمنة على الثروة من قبل 10% ليبقى الـ90% محرومين من حقهم الطبيعي بالثروة التي أنتجوها في سياق عملهم.

في بلادنا التي جاءتها الرأسمالية متأخرة جداً قياساً بالغرب الرأسمالي، لا تختلف من حيث الشكل والمضمون الاستغلالي والهيمنة على الثروة عن أخواتها في الغرب، لاكتسابها تلك الخبرة المتراكمة منهم، وبالتالي فإن النضال الذي يخوضه العمال السوريون يتوافق من حيث المبدأ مع نضال الطبقة العاملة في العالم مع اختلاف الظروف المحيطة، السياسية والديمقراطية، التي تمكن العمال من التعبير المستقل عبر التنظيم النقابي المفترض أنه يعبر ويدافع عن المصالح والحقوق الأساسية للطبقة العاملة، بما فيه حقها بالإضراب كونه أحد الأدوات الهامة من أجل تعديل موازين القوى المختلة لصالح قوى الرأسمال وأرباب العمل، الذين يملكون كامل الحرية وعبر القوانين والتشريعات وأشياء أخرى.

 إن امتلاك حق الإضراب يُمكن الطبقة العاملة من الدفاع عن حقوقها بالأشكال والطرق السلمية التي يقرها الدستور السوري، ولكن تغييب هذا الحق عن الطبقة العاملة يعني بقاءها ضمن دائرة الاستغلال لمنتوج عملها، وبموافقة التنظيم النقابي الذي لم يعلن إلى هذا الوقت تبنيه لحق الإضراب الذي تقره الاتفاقيات الدولية والعربية الموقعة عليها الدولة السورية.

في الأول من أيار جرى تغييب للطبقة العاملة السورية، عبر الشكل الكرنفالي الذي جرى فيه الاحتفال الذي غلب عليه الطابع السياسي والحكومي الرسمي المنضبط جداً تجاه ما يجري بحق الطبقة العاملة، مستوى معيشتها، أجورها المنخفضة، واقع عملها وضرورة الاستثمار فيه وتأمين الشروط الكافية لإعادة تدوير عجلة الإنتاج، الذي تعيقه الحكومة بأشكال مختلفة، وهذه رسالة كافية للطبقة العاملة عن فحوى التوجهات تجاه حقوقها ومطالبها، والرسالة الأخرى المعبرة اقتصادياً وسياسياً لجهة توجهات الحكومة الاقتصادية والسياسية من قوى رأس المال الطفيلي، حيث شاركت بافتتاح فندق ولم تذهب لافتتاح معمل جرى ترميمه أو تجديد خطوطه الإنتاجية.

الطبقة العاملة وصلتها الرسائل في أيار...حتما سيكون لديها رد.