استغلال العمال في قطر
يقبع آلاف العمال في قطر مرغمين على العمل تحت أشعة شمس الصحراء الحارقة، وممنوعين من أبسط حقوقهم كالطعام وماء الشرب، ومحرومين من العودة إلى أوطانهم، ويسكنون في أبنية قيد التجهيز حيث يسكن في بناء مثلاً مؤلف من ثلاثة طوابق، ما بين 300 إلى 400 عامل، وينامون في غرف لا تتجاوز عشرين متر مكعب لستة عشر شخصا على أسرة طابقين أو ثلاث، بالإضافة إلى الحرارة المرتفعة التي تصل إلى خمسين درجة مئوية وغياب مكيفات الهواء، عدا عن خدمات البناء التي تثير الاشمئزاز كالمراحيض والحمامات الجماعية والمطابخ.
ظروف العمل
إن النظام الخاص بالعمال الأجانب في قطر أو ما يعرف بنظام الكفالة هو أساس المشكلة، حيث تجتذب قطر العمال من دول كنيبال وسيرلانكا وغيرها بوعود بوظائف جيدة لحياة أفضل، لكن ما إن يصل العمال حتى يقوم أرباب العمل بمصادرة جوازات سفرهم وإجبارهم على العمل لساعات طويلة تحت درجات حرارة مرتفعة قد تصل إلى خمسين درجة مئوية، ليصبح العمال عالقين من دون أي فرصة في المغادرة، و يعملون بشكل يومي دون عطلة أسبوعية في ظروف عمل عبودية.
الوفيات العمالية في قطر
إن أكثر من ثلث الأشخاص الذين لاقوا مصرعهم قد توفوا نتيجة نوبات قلبية وكانت قطر قد وعدت، بنشر أو تجميع للإحصاءات المتعلقة بحالات الوفاة أو الإصابات بين العمال، بعد مطالبات عديدة، بضرورة فتح تحقيق جاد للوقوف على حقيقة الأسباب التي وقفت وراء وفاة العمال بهذا الشكل، وضرورة زيادة الأجور الخاصة بالعمال خاصة وأن هناك معلومات تقول إن كثيرين منهم لا يتقاضون رواتب أو يحصلون على أقل من دولار في اليوم .
ووفقاً لبيانات نشرتها كل من الهند ونيبال في عام 2013 تتحدث عن أن 441 عاملا من الهند ونيبال وافتهم المنية في قطر عام ، 2014 وتحدثت سفارتا الهند والنيبال عن أكثر من 400 حالة وفاة في العام بينهما أي 1239 وفاة في ثلاثة أعوام حتى نهاية 2013، ولكن العمال النيباليين والهنود لا يمثلون إلا نسبة 60 في المئة من 1،4 مليون من العمال الأجانب في قطر، وعليه فإن عدد الوفيات بين العمال لابد أن يكون أكبر من ذلك، ووفقاً للتقديرات مقارنةً مع أعداد الوفيات يتوقع أن يموت 4 آلاف عامل قبيل انطلاق فعاليات بطولة كأس العالم عام 2022، ورغم ذلك إن هذه الإحصائيات لأعداد العمال الذين يموتون في قطر نتيجة العمل الشاق وعدم وجود وسائل الحماية المهنية والأرقام التي تتناولها وسائل الأعلام بعيدة كل البعد عن الأرقام الحقيقة.
أجور زهيدة
يتقاضى العمال أجوراً بين 1000 و 1500 ريال قطري ويعاني العمال من تأخر صرف الرواتب حيث تخبر الشركات العمال بأن الشركة تعاني الخسارة في المشروع، لذلك ستتأخر الرواتب، حيث أن كل تأخير في حصول هؤلاء العمال على رواتبهم قد يمثل كارثة لعائلاتهم في الوطن، والذي يضطرهم للجوء إلى قروض من أجل البقاء، إذ إن إرسال الأموال إلى الوطن يمثل الهدف الرئيسي لغالبية العمال المهاجرين في قطر، البالغ عددهم 1،4 مليون عامل، يأتون من بعض أفقر البلدان في العالم، مثل نيبال والهند وبنغلاديش وسريلانكا والفلبين.
محاولات الإضراب تكلل بالطرد
تمنع قوانين العمل السارية في قطر الإضراب حيث أن العمال الأجانب، والذين يعيش معظمهم من دون أدنى حقوق في بلد جميع قوانينه تحد من حرية العامل، وفي بداية هذا العام تحدى نحو مئة عامل أجنبي، من النيبال والهند وسريلانكا وبنغلادش، قوانين العمل القطرية ورفضوا الالتحاق بورشات البناء في يوم الجمعة، وهو اليوم الذي من المفترض أن يكون عطلة، وبعد اعتصامهم صدم هؤلاء العمال عندما تم إيقافهم من قبل رجال الشرطة، ليتم في ما بعد طرد ثمانين عاملاً منهم خارج قطر، وهذه ثاني مرة تطرد قطر عمالا أجانب لأنهم أضربوا عن العمل، حيث سبق لها أن طردت في 2010 تسعين نيباليا أرادوا ممارسة حقهم في الإضراب.