ما مصير 600 عامل مفصول في محلج الحسكة؟
تعد محافظة الحسكة أولى المحافظات بزراعة القطن حيث يصل إنتاج المحافظة أكثر من 230 ألف طن من الذهب الأبيض، الذي كان يعمل به عدد كبير من الأيدي العاملة. أما المحلج فقد توقف عن العمل، والمخازين تعرضت للسرقة مراتٍ عديدة في الأزمة، وفقد المئات من العمال فرص عملهم بالمحلج.
«قاسيون» تلقت رسائل، واتصالات من عددٍ من العاملين في المحلج الذين تم فصلهم تعسفيّاً، ودون ذكر الأسباب، يقول العمال: «أن وزارتي الصناعة والعمل، على قناعة تامة أن العمل في المحالج كما بقية المؤسسات الإنتاجية الهامة يحتاج إلى خبرة طويلة، والعمال في محلج الحسكة يمتلكون خبرة كبيرة على مدار سنوات لالتصاقهم المباشر بالفلاحين أولاً وبالعملية الإنتاجية ثانياً، وهم أصبحوا على دراية كاملة بكل شاردةً كبيرة وصغيرة تخص عملهم».
فصل تعسفي
فيما يقول أحد الإداريين: «من الظلم لهم وللمحلج فصلهم بهذا الشكل دون أي سبب، وخسارة خبراتهم وتجربتهم»، متسائلاً: هل تم فصل وإيقاف كل العاملين في المعامل والمنشآت التي لا تعد ولا تحصى المتوقفة عن العمل بسبب الأزمة، أن الفصل فقط من نصيب هؤلاء الذين قضوا جل عمرهم في هذا المحلج؟ مضيفاً إن كانت أسباب الفصل لتوقف المحلج عن العمل بسبب الحرائق والسرقات وعدم توافر اعتمادات مالية من الوزارة المعنية فهذا ليس ذنب العمال، بل ذنب الجهات المختصة التي لم تحمِ المحلج، وهذا يعني بالضرورة إعادة النظر في أوضاع الكثير من الموظفين والعاملين الذين يجلسون وراء مكاتبهم دون عمل، ومع ذلك يتقاضون رواتبهم وأجورهم كاملة بعد نهاية كل شهر بحجة الحفاظ على المحلج كهيكلية قائمة فقط لا غير، وإلا فلتتم معاملة الجميع بالطريقة
ذاتها!!. شاهدٌ من أهله
يؤكد أحد أعضاء التنظيم النقابي أن القرار لم يكن له أي أساس قانوني، لهذا من الطبيعي المطالبة بعودتهم جميعاً، وخاصة من بقي محافظاً على التصاقه بالوطن رغم التهديدات المستمرة، والأوضاع الأمنية الصعبة في أحايين عديدة.
حكاية هؤلاء العمال بدأت حين تم فصل أكثر من 600 عامل من عمال محلج الحسكة من عملهم دون أيّة أسباب تذكر ودون علمهم، وكان من المتوقع أن تجتمع لجنة الأسبوع الفائت، مع وزير العمل «خلف العبدالله» من أجل إصدار قرار بإعادتهم للعمل، لكن لم يظهر أيَّ قرار، ولا نعلم إن عقد الاجتماع أم تم إلغائه أصلاً!!.
وزير العمل كان قد لوّح في وقت سابق بإعادة العمال في أقرب وقت، ووفى بوعده لكن القرار لم يشمل إلا من تم فصله في موسم 2014 – 2015، ولأنهم كانوا مفصولين في العام الذي سبقه لم يتم إعادتهم، ولأنهم كانوا مفصولين في هذا الموسم لم يستفيدوا من كتاب وزير العمل، مما اضطر مديرية العمل بالحسكة بإعادة القرار لوزير العمل لتغيير صيغة الإعادة أيضاً على أساس جميع المفصولين بمن فيهم لموسم 2013 – 2014، وهكذا يرجعون دون منغصات بعد أن أصبحوا مشردين في الطرقات، وعمال مياومة في ساحات الحسكة وشوارعها.
إنقاذ 600 عائلة
«قاسيون» تضم صوتها للعمال، وتطالب بإعادتهم للعمل، لأن إعادة هؤلاء العمال للعمل يعني إنقاذ 600 عائلة سورية من الفقر والجوع في ظل الأوضاع الاقتصادية؛ والمعيشية الصعبة التي يعيشها معظم السوريين جراء الأزمة التي طالت أمدها، هؤلاء الذين حرموا من دخل شهري هو الوحيد لسد الرمق، وتأمين أدنى حدود متطلبات المعيشة، خاصة وأن البعض منهم له من العمل أكثر من عشرين سنة، ومنهم من تجاوز الثلاثين، فهل يصدر قرار الإعادة، وينصفهم بحقهم بالحياة والعمل؟!.