هل تساهم الطبقة العاملة في صناعة القرار؟

هل تساهم الطبقة العاملة في صناعة القرار؟

الحديث عن الجانب الاقتصادي – الاجتماعي في حياة السوريين، لم يكن وليد تفكير اقتصادي أو اجتماعي فقط، وإنما كان نتاج فشل سياسات اقتصادية تبنتها الحكومة، كانت البداية في التوجه نحو الليبرالية الاقتصادية التي فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة؛ وبصفة أعمق وأدق، فشل  النموذج الليبرالي  في حل مشاكل السوريين عامةً والطبقة العاملة خاصة.

وبمناسبة ارتفاع سعر ربطة الخبز لـ 25 ليرة سورية سنورد ما يلي ما قاله الحلقي لأعضاء مجلس الاتحاد العام لنقابات العمال في دورته السابعة عشرة التي انعقدت في 19 – 20 كانون الثاني 2014 حين قال: «إن الطبقة العاملة تساهم في صناعة القرار في كل ما يصدر عن السلطة، ومشاركة العمال عن طريق تنظيمهم النقابي في صنع القرارات السياسية والاقتصادية من خلال مؤتمراتهم ومشاركتهم في السلطة التشريعية.. والطبقة العاملة تتحمل المسؤولية وتدافع عن مكاسبها وتعي دورها في إطار المصلحة الوطنية والقومية وحرصها على زيادة الإنتاج وتحسينه ودعم الاقتصاد الوطني».
السؤال هنا: هل هذا يعني أن الطبقة العاملة كانت موافقة على السعر الجديد الذي يمس لقمة عيشها من الصميم؟!.
يبدو أن الحكومة حين كانت تطالب النقابات الذهاب للحوار الاجتماعي كانت تهدف من ذلك عدم طرح المسائل الاقتصادية ومناقشتها. بمعنى آخر ترك هذا الملف للحكومات وأرباب العمل، والتعامل على مقياس «الكيل بمكيالين» حسب المصالح أين تميل، وهنا يقوض دور النقابات للعب دور سطحي تقليدي لم يعد يجدي الطبقة العاملة، لا بل يزيد من تهميشها وإفقارها، ألا يزيد هذا الوضع العمال نفورا من النقابات لأنها لم تعد تؤدي الدور الحمائي لمكتسباتها الاجتماعية؟ ثم ماذا سيكفي أجر العامل في ظل غول الأسعار لتضيف إليه الحكومة ما كانت تعتبره خطاً أحمر في الأمس القريب ضمن شعار الأمن الغذائي؟!!.
القرارات السيئة تؤدي إلى نتائج أسوأ ويفترض أن تكون الحكومة قد أخذت الدروس والعبر من الأزمة، لا أن تصدر قرارات تفكك الجبهة الاجتماعية. الكرة اليوم في ملعب العمال للعمل والدفاع عن حقوقهم المادية والمعنوية، وحماية مكتسباتهم الاجتماعية، ولأجل إيصال رغيف خبزٍ نظيف وبسعر مدعوم لكل عامل وأسرته تحت سقف لائق يحميه؛ آن الأوان أن تقوم الطبقة العاملة بالضغط على الحكومة للتراجع عن قرارها لأن في ذلك كرامة المواطن التي هي من كرامة الوطن والتي هي فوق أي اعتبار!!.

آخر تعديل على الأحد, 13 تموز/يوليو 2014 08:29