كأس العالم وفشل تنشيط سوق العمل
لم تر الرأسمالية ضالتها في الهجوم على السياسات التي تتبعها رئيسة البرازيل ديلما روسيف المدافعة عن حقوق شعبها إلا كأس العالم لتجد لنفسها ممرا لذلك، حيث نشرت مجلة «فوربس» الأمريكية تقريراً أشارت فيه إلى أن استضافة البرازيل لبطولة كأس العالم لكرة القدم لم تحقق تلك الطفرة الكبيرة في سوق العمل التي وعدت بها رئيسة البرازيل.
واعتمدت أمريكا في هجومها بناء على تصريحات الحكومة البرازيلية التي كانت قد بررت استثمار مبلغ 12 مليار دولار لاستضافة كأس العالم، بأن هذه الاستثمارات ستؤدي إلى استحداث أماكن عمل جديدة.
ولفتت «فوربس» إلى أنه رغم صعوبة المراقبة الدقيقة لسوق العمل، إلا أن جميع المدن الاثنتي عشرة التي تستضيف مباريات البطولة سجلت استحداث أماكن عمل أقل، في الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من عام 2010، بما في ذلك سان باولو التي سجلت صافي وظائف بلغ نحو 47 ألف وظيفة مقابل 56 ألف وظيفة العام الماضي و129 ألف وظيفة في 2010، بحسب وزارة العمل.
وفي ريو دي جانيرو التي تستضيف مباراة نهائي كأس العالم في 13 تموز الجاري، سجلت الولاية 4828 وظيفة جديدة في الأشهر الخمسة الأولى من العام، مقابل 17490 وظيفة في الفترة نفسها من العام الماضي، بل أنها تسجل تراجعا منذ 2010 الذي شهد خلق 40325 وظيفة جديدة.
وتشير بيانات وزارة العمل البرازيلية إلى أن استحداث أماكن عمل جديدة في أيار الماضي كان الأضعف في هذا الشهر منذ عام 1992.
يبدو أن الأمريكان تناسوا أن عند الانتهاء من العمل في الإنشاءات، لن يتحول النجار والحداد... الخ من القوى العاملة إلى الخدمة في القطاع السياحي، كأس العالم هو للإنشاءات لفترة معينة والترويج للبلد للسياحة، وخلق فرص عمل يكون بشكل مؤقت!!.