عمال المخابز مازالوا ينتظرون

عمال المخابز مازالوا ينتظرون

باستثناء رغيف الخبز، فكل شيء مقدور عليه، وحتى يمكن تأجيله أو الاستغناء عن تناوله، باستثناء الرغيف الذي لا يحتمل التأخير في إنتاجه بموعده، ومن دون أي تأخير، فالمواطن لا يقبل أي اعتذار ولا معرفة له بمعاناة وصعوبات صانعي رغيف الخبز، والعاملين خلف الأفران، ولا يهمه ذلك في شيء، كل همه أن يحصل على الرغيف في موعده ومع إطلالة الفجر ومن دون أعذار، هذا هو الكلام الجاهز لأي مسؤول حين الحديث عنهم، لكن عند الحقوق الكل يضع رأسه في الرمال..

اشتكى عمال مخابز الدولة في محافظة طرطوس أكثر من مرة من معاناتهم ومطالبهم المحقة، الذين مازالوا ينتظرونها دون تحقيقها، خاصة مع مضاعفة الإنتاج في المخابز نتيجة لنزوح أعداد كبيرة من الحرب الدائرة تقارب عدد أبناء المحافظة، ولهذا فإن مضاعفة الإنتاج كانت ضرورة دون أية زيادة في عدد العمال، فكان من حق العمال الموسميين المطالبة بتحويل عقودهم لسنوية، ولكن دون جدوى، وطالبوا بزيادة عدد العمال لإيجاد وردية جديدة على خط الإنتاج لأن الضغط يقع على هؤلاء العمال أصحاب الأجور الضعيفة، وحرمانهم من ساعات العمل الإضافي مما أضطر عدد من العمال إلى ترك عملهم بسبب صعوبته، وعدم التعويض عليهم على ساعات العمل الطويلة التي يقضونها مع الحرارة العالية، علماً بأن صحيفة «قاسيون» وحدها واصلت نشر أكثر من مادة عن معاناتهم ووضعهم، واستبشر العمال خيرا حين عمم وزير التجارة الداخلية بصرف ثلاث ساعات إضافية لجميع العمال، بالإضافة لإبرام عقود سنوية مع جميع العمال الموسميين، لمن تجاوزت مدة عملهم في المخابز أكثر من عام، ولكن لم ينفذ شيء من هذا التوجيه، حيث تؤكد مصادر مختلفة أن الأمور متوقفة على مدير عام المخابز للدراسة وتنفيذ التعميم، ومازال العمال ينتظرون تنفيذ هذا القرار منذ أشهر، فمتى سنلبي للعمال حقوقهم المشروعة؟ وهل الأيام القادمة ستجيب على هذا السؤال؟!.