بين خيارين!
إيمان الأحمد إيمان الأحمد

بين خيارين!

بينما تُظهر استطلاعات الرأي الصادرة عن مؤسسات هامة في الكيان الصهيوني بأن غالبية الإسرائيليين لا يثقون بالقيادتين السياسية والعسكرية، وتؤكد وجود «أزمة ثقة عميقة بين الجمهور والقيادة الأمنية والسياسية»، ينبري عدد من «أبواق ومهرجي» الإعلام العربي ومنصاته للدفاع- علناً أو ضمناً- عن الكيان وممارساته دون خجل أو وازع من ضمير.

المشكلة عند هؤلاء لا تكمن بالقناعات الأيديولوجية فقط والراسخة بـ«لا جدوى الصراع» بل خوفهم الشديد من فقدان الامتيازات التي تغدقها عليهم حكومات ومؤسسات إعلامية ممولة من أجل إقامة خط دفاع أول أيديولوجي وثقافي عن الكيان الصهيوني والتطبيع معه بشتى الوسائل. وتغيب عنهم، عمداً، الحقائق التي فضحتها أمام العالم أجمع ممارسات الاحتلال غير المسبوقة في وحشيتها.

كيس ملاكمة!

تعبر حالة التوحش المفرط التي يستخدمها الاحتلال الصهيوني في غزة عن هزيمة وإفلاس وليس عن انتصار كما يدّعي قادة الكيان وجيشه، ويعرف الصهاينة ذلك أكثر من غيرهم، لذلك يشعرون بقلق حقيقي، فحسب استطلاعات معلنة في إعلام الكيان فإن «غالبية الإسرائيليين لا تثق في القيادة العليا «للجيش» ولا في الحكومة، أو رئيسها، ويشعرون بـ«القلق» تجاه الوضع الأمني والاقتصادي الذي يصل عند كثير منهم إلى «القلق الشديد» في دولة الاحتلال.

يعاني جيش الاحتلال نفسه من اليأس، وهو ما يعترف به خبراء صهاينة على وسائل الإعلام حيث يؤكد الخبير في شؤون الأمن القومي الإسرائيلي كوبي ماروم في حديث إلى القناة «12 الاسرائيلية» قائلاً: «كل من يلبس البزّة العسكرية صار يشعر بأنّه مذنب بسبب الفشل في المهمة الأساسية، وهي حماية الإسرائيليين... فلا يريد أحد الانتماء إلى مؤسّسة تحولت إلى كيس ملاكمة خلال حربٍ صعبة جداً».

ثمن الخروج من المستنقع

وتتساءل صحيفة «معاريف»: متى تخرج «إسرائيل» من هذا الجحيم؟ فبعد «تسعة أشهر من الجحيم (والتعبير للصحيفة)، تبدو إسرائيل عالقة عميقاً في المستنقع».

ويقول المنظّر العسكري عيران أورطال، وهو جنرال سابق في جيش الاحتلال: «نحن لم نملأ أنفسنا بقدرات جديدة، بل يتم إفراغ مخزوناتنا، في حين أن مخزوناتهم مليئة وتتجدد... لذا فإن ثمن أي حرب جديدة نشنّها سيكون أعظم بكثير من الإنجاز الذي ننوي تحقيقه. وهذا لا يترك لنا خيارات كبيرة».

تتقدم حركات المقاومة خطوة خطوة وهي تقارع بما يتوفّر لديها من عتاد وصبر نحو الانتصار وتثبت أنها الأفضل في القتال والسياسة لأنها تعبر ببساطة عن إرادة الناس وأحلامهم بحرية يدفعون ثمنها بدمائهم. كما تُخرج المقاومة أفضل ما في الشّعب من خصائص أصيلة لا تقبل المهادنة والتخاذل. لا خيار أمام المقاتل الحافي في غزة سوى التقدم نحو انتصاره، مجيباً عن الأسئلة التي تطرحها الحياة بجسده ودمه غير آبه بأبواق إعلام متواطئ باع نفسه وفقد حتى ذلك الإحساس الطبيعي بالكرامة الإنسانية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1188